سوريون باتوا همزة وصل مع الثقافة الألمانية
١٩ مارس ٢٠١٧اندماج عبر قاعات السباحة
" السباحة رياضتي وهوايتي المفضلة. تعلمت السباحة في نهر الفرات مع أترابي في مدينة دير الزور في سن الطفولة" بهذه الكلمات شرع الشاب السوري القادم من الشرق السوري في سرد قصته مع السباحة التي تذكره بمرح الطفولة في العطلة الصيفية تحت الشمس الحارقة.
ياسر الأحمد الثلاثيني غدا اليوم مرشدا ومدربا متطوعا للسباحة في أحد مسابح برلين العمومية بعد أن تلقى دورات تدريبية للسباحة من قبل مدربين تابعين الصليب الأحمر الألماني. ويرى الشاب في مهمته الجديدة تحديا كبيرا في حياته مشيرا إلى صعوبة اللغة " اللغة الألمانية التي لا أتقنها حتى اليوم وسلوك بعض الشباب الذين لا يحترمون نظام المسبح ، هما اللذان يمثلان أكبر التحديات، أما العمل هنا فليس شاقا بالمرة. أذهب إلى المسبح عن طواعية بفرح وسرور ."
وبكل طواعية أيضا يتنقل الشاب السوري اليافع إلى مراكز إيواء الأطفال والشباب القصر والمراكز الجماعية للتعريف بدروس السباحة المجانية التي يقدمها للسوريين في إطار برنامج تسهر عليه منظمة الصليب الأحمر الألماني بالتعاون مع بعض مسابح المدينة العمومية. وحول الدور الذي يضطلع به الشاب الوسيم يستمر ياسر في كلامه قائلا: " إبلاغ زواره بضرورة احترام نظام المسبح المتمثل بالدرجة الأولى في الهدوء واحترام الآخرين وعدم التحرش بالبنات أو النسوة وعدم بث الفوضى في فضاء المسبح ."
يركز ياسر على السلوك المناسب قبل الدخول إلى داخل قاعة السباحة والشروع بالعوم ويقول ياسر بأنّ الشباب عموما يحترمون نظام المسبح وقلة هم من يريدون التمرد عليها مشيراً الى أن واجبه في مثل هذه الحالة يتمثل في:" تنبيه الشخص وإجراء حوارا معه، وإذا ما لم يعد لصوابه نطلب منه مغادرة المسبح".
ويقول الشاب السوري إنه قد استفاد كثيرا من هذه الوظيفة ليس بتعلم السباحة على قواعدها فحسب بل لأنه بات يحتك بالمجتمع الألماني ويقترب من عقليته خاصة في موارد الاحترام المتبادل والانضباط واحترام المواعيد كما أضحى مضطرا للتخاطب باللغة الألمانية. ولا يرى الشاب الثلاثيني أنه خاب يوما في عمله كمرشد متطوع في المسبح بل يرى أنه حقق نجاحات من خلال استقطابه للزوار.
الخروج من ملل مراكز الإيواء إلى النوادي الرياضية
يبلغ محمد الجاسم من العمر 27 ربيعا ويعيش مع أخيه الأكبر في إحدى غرف مركز الإيواء. وسعى الشاب السوري الى أن يقوم بشيء يعود بالنفع على أطفال المركز القابعين طول الوقت خاصة في فصل الشتاء وفي العطل المدرسية بين الجدران المملة. قام محمد باتصالات بالتعاون مع العاملين في المركز بناد لكرة القدم .
ويرى الجاسم المولع أيضا بكرة القدم أهمية قصوى في دخول النوادي الرياضية أو الثقافية لصقل المواهب والدخول في المجتمع الألماني من بابه الواسع. إدارة المبيت من جانبها، رحبت بالدور الذي يقوم به الشاب الحمصي ويقول السيد ألكسندر باسدورف مدير المبيت بالدور الذي يضطلع به متساكن سوري في المركز:" رحبنا كثيرا بالفكرة التي قدمها لنا محمد. نحن نرى أن هنالك طاقات شبابية هامة في المبيت يجب توظيفها من أجل تحسين نوعية الحياة ودعم الأطفال."
ويرى القائمون على المركز أنّ إدماج العمل التطوعي من لدن السوريين أنفسهم أمر ضروري، والى ذلك يرى مدير المركز أنّ عوامل اللغة والثقافة والاحترام المتبادل داخل المجموعة لا يمكن إلا أن تكون عنصرا إيجابيا يجب استغلاله في مصلحة المجموعة. وتمكن محمد كما يقول أن يربط علاقات متينة مع ناد لكرة القدم:" مهمتي تتمثل هنا في مرافقة الأطفال إلى ناد لكرة القدم، لقد أصبح الكثير منهم يداومون على الحصص التدريبية ناهيك عن المشاركة في الدورات الكروية في نهاية الأسبوع".
يروي محمد قصص نجاحاته بفخر واعتزاز ويرى أنه هو الأخر قد انتفع بما يقوم به من عمل تطوعي ثم أسترسل في كلامه يقول:" احتكاكي بالمجتمع الألماني بات اليوم بانتظام كما أن اللغة لم تظل قيد الفصل الدراسي بل جزءا من حياتي اليومية. أنا سعيد بذلك."
وأضحى محمد الحمصي في دوره التطوعي الجديد كمرشد اجتماعي داخل المركز، فحضوره المنتظم مع الأطفال والأولياء ساهم في تجنب سوء التفاهم " حضوري في الاجتماعات بمشاركة أولياء الأطفال ساهم في تفادي كل ما من شانه أن يخلق ضجة بين الطرفين فالعقلية الألمانية تختلف تماما مع عقليتنا العربية"، كما يحظى محمد بدعم متواصل من قبل إدارة المركز.
شكري الشابي - برلين