سوريا: قصف مستمر لحمص والإخوان يطالبون بتسليح المعارضة
٧ يوليو ٢٠١٣تواصل القوات النظامية السورية قصفها العنيف على حي الخالدية والأحياء الأخرى المحاصرة في وسط مدينة حمص لليوم التاسع على التوالي، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة. وأشار المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له اليوم الأحد (7 تموز/ يوليو 2013) إلى أن حوالي سبعين بالمئة من حي الخالدية بات مدمراً. وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" للتواصل الاجتماعي شريط فيديو تسمع فيه على مدى حوالي ثلاث دقائق تقريباً أصوات انفجارات وأسلحة رشاشة من دون توقف.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "ستين إلى سبعين في المئة من حي الخالدية مدمر، إما بشكل كامل وإما بشكل جزئي وإما غير صالح للسكن". وأضاف بالقول: "لا توجد صورة محددة بالنسبة إلى أحياء حمص القديمة التي تعاني أيضاً من مستوى كبير من الدمار".
وقال عبد الرحمن إن "تدمير حمص المحاصرة يتم بشكل ممنهج. هناك قصف مستمر عليها منذ أكثر من عام. كل ذلك بهدف دفع السكان والثوار إلى الهرب". وأوضح أن الدمار "طال كل شيء: المنازل والمحال والمواقع الأثرية في كل المدن السورية، إلا أن حمص تعاني من أكبر نسبة من الدمار ومنذ مدة طويلة، لا بل الأطول بالمقارنة مع المناطق الأخرى".
ومنذ كانون الثاني/يناير 2012 بدأ القصف على حمص، ثالث أكبر المدن السورية، مع معركة حي باب عمرو الشهيرة التي انتهت بدخول قوات النظام الحي وبعض محيطه في شباط/ فبراير من العام نفسه. وفر منها آلاف السكان. وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تستخدم الأحد في قصفها لحيي الخالدية والحميدية قذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وقد طال القصف مجدداً مسجد خالد بن الوليد في الخالدية. ويترافق ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية "ومسلحين تابعين لها"، بحسب المرصد، عند أطراف حي الخالدية في محاولة لاقتحام الحي.
وفي دمشق نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر، بينما يتعرض حي القابون للقصف من القوات النظامية. وكانت قد سقطت صباح اليوم قذائف على مخيم اليرموك، إثر اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد.
يُذكر أنه قُتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت 69 شخصاً، بحسب المرصد الذي يقول إنه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. ويتعذر التحقق من صحة المعلومات الواردة من سوريا بسبب عدم التمكن من التأكد منها من مصادر مستقلة.
تسليح المعارضة
من جانب آخر طالب فرع الإخوان المسلمين في سوريا الولايات المتحدة وأوروبا اليوم الأحد بإمداد المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بالدعم العسكري الذي وعدتا به بعد أن اختار الائتلاف الوطني السوري المعارض رئيساً جديداً منهياً فراغاً في قيادة المعارضة دام لأشهر. وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لإرسال السلاح للمعارضة السورية إضافة إلى المساعدات الإنسانية والعسكرية غير الفتاكة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات التي تقدمها بالفعل. وترسل السعودية وقطر الحليفتين السلاح للمعارضة أيضاً.
لكن لم ترد أي أنباء مؤكدة عن وصول شحنات سلاح إلى سوريا من أنصار المعارضة المترددين في الغرب. وقال بيان نشره الإخوان على موقع تويتر على الإنترنت "نشعر بالخذلان وخيبة الأمل من تراجع الموقف الأمريكي والأوروبي فيما يتعلق بتسليح الجيش الحر وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته". وتطالب المعارضة المسلحة بالمزيد من الأسلحة المتطورة منذ أن بدأت قوات الأسد هجوماً جديداً في وسط سوريا بمساعدة مقاتلين من حزب الله اللبناني.
وقال ملهم الدروبي المسؤول الرفيع في إخوان سوريا إنه لم يحدث أي تغيير رسمي من جانب القوى الغربية فيما يتعلق بوعود زيادة المساعدات للمعارضة. وقال إن انتخابات الائتلاف التي أُجريت أمس السبت وانتهت بفوز الزعيم العشائري المدعوم من السعودية احمد الجربا بالرئاسة يجب أن تعطي الغرب الثقة لإرسال المساعدات التي وعد بها. وقال الدروبي لرويترز عبر الهاتف من مؤتمر الائتلاف في اسطنبول إن المساعدات الأجنبية للمعارضة ما زالت حتى الآن ضئيلة ولا يمكنها تحقيق تغيير على الأرض.
ع.غ/ أ.ح (آ ف ب، رويترز)