سوريا: فشل الصليب الأحمر في التوصل إلى اتفاق لإجلاء الجرحى
٢٥ فبراير ٢٠١٢أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق عدم توصل المفاوضات التي أجرتها اللجنة اليوم السبت (25 شباط / فبراير) مع السلطات والمعارضين السوريين إلى اتفاق يتيح إجلاء الجرحى من حي بابا عمرو في حمص، وسط البلاد. وأكد صالح دباكة أن "المفاوضات التي أجراها الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري مع السلطات السورية والمجموعات المعارضة في حمص لم تسفر عن نتائج ملموسة اليوم".
وأضاف المتحدث "للأسف، لن نقوم بإجلاء عاجل اليوم"، موضحا أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر "يواصلان التفاوض مع السلطات والمعارضة سعيا للدخول إلى بابا عمرو والقيام بعملية إجلاء". ونجح الهلال الأحمر والصليب الأحمر أمس الجمعة لأول مرة في إجلاء سبعة جرحى وعشرين امرأة وطفلا مرضى من بابا عمرو الذي يتعرض للقصف منذ ثلاثة أسابيع، ولكن لم يتم إجلاء جثماني الصحافيين ماري كولفن وريمي اوشليك اللذين قتلا الأربعاء في قصف على الحي، والصحافيين الجريحين الفرنسية اديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي، اللذين أصيبا في اليوم نفسه.
تواصل سقوط الضحايا
ميدانيا أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل نحو 107 اشخاص معظمهم في حمص التي قتل فيها. في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 57 شخصا من بينهم 41 مدنيا في أعمال عنف في سوريا اليوم السبت. وجاء في بيان للمرصد أن " 19 مواطنا استشهدوا في حمص (وسط) بينهم أم وطفلها وذلك إثر إطلاق رصاص وسقوط قذائف في أحياء الخالدية والحميدية وباب الدريب وباب تدمر وبابا عمرو" التي تتعرض إلى قصف عنيف منذ ثلاثة أسابيع. وفي ريف حلب، قتل ستة بينهم امرأة وطفلة في مدينة اعزاز التي يسمع فيها أصوات إطلاق نار كثيف مستمر منذ صباح اليوم ووصلتها قافلة تضم 25 سيارة تحمل عناصر مدججين بالسلاح، بحسب المرصد.
كما أشار المرصد إلى وفاة شخصين في مدينة حلب متأثرين بجروح أصيبا بها أمس. وفي ريف حماة، قتل ستة مواطنين بينهم فتاتان خلال العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذها القوات النظامية السورية. كما أشار المرصد إلى وفاة مواطن من ادلب وآخر من خان شيخون (ريف ادلب) متأثرين بجراح أصيبا بها قبل أيام. وأضاف أن " 16 من عناصر الأمن والجيش قتلوا اثر اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في الجانودية وافس والمسطومة (ريف ادلب) واعزاز بمحافظة حلب وقرب بلدة تلبيسة.
الوقف الفوري للعنف
ومن جهتها، دعت تركيا النظام السوري لوقف إراقة الدماء، في الوقت الذي عبر فيه ناشطون عن أسفهم إزاء نتيجة اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي عقد أمس الجمعة في تونس، قائلين إن العالم تخلى عنهم لتقتلهم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية التركي، داود اوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس القطري للجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز الناصر "ينبغي على الفور للنظام السوري أن يوقف العنف مقدما، ويسحب جيشه من كل المواقع ويفتح أبوابه للمجتمع الدولي. وتابع رئيس الدبلوماسية التركية متسائلا: "كيف يمكننا أن نتوقع استفتاء نزيها وانتخابات حرة في دولة يتعرض فيها حتى الصحفيون للقتل؟"
في مقابل ذلك، أعلن التلفزيون السوري الرسمي إن الحكومة السورية نددت بالبيانات التي أصدرها المشاركون في مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس، ووصف الاجتماع الذي ضم المعارضة مع دول عربية وغربية بأنه "اجتماع أعداء سوريا". وقال التلفزيون الرسمي في نبأ عاجل: "سوريا ترفض كل ما قيل وصدر عن اجتماع أعداء سوريا في تونس".
(ع.ش/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عارف جابو