In der globalen Welt verliert der Westen an Macht Von Herbert Winkler
٧ أبريل ٢٠٠٩اهتز اقتصاد العالم وترنح عالم المال - ولكن إلى أي شيء سيؤدي هذا كله؟ مَن الخاسر الأكبر في هذه الأزمة، ومن سيخرج فائزاً؟
ليس هناك وقت أنسب من الآن للتفكير في مستقبل المنظومة السياسية في العالم حتى وإن كان من الصعب التوصل لإجابات جازمة في هذا الأمر. وعلى الرغم من عدم وجود إجابات مؤكدة فإن مراسل صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" في بروكسل نيكولاس بوسه على يقين من أن الغرب لن يظل ممسكاً بدفة الأمور في الفترة المقبلة. وفي كتابه الجديد بعنوان "الغرب يفقد هيمنته - النظام الجديد للعالم" يتحدث بوسه عن نظام جديد بدأت ملامحه تلوح في الأفق شيئاً فشيئاً مع الأزمة الاقتصادية الحالية، نظام ربما كان أشبه بالفوضى.
ويرى بوسه أن العالم بشكله المعروف سيتعرض للانهيار وأن الاضطرابات والقلاقل الاقتصادية الحالية تعتبر نذر سوء لتطور جديد يتجاوز بكثير السؤال عما إذا كان إجمالي الدخل المحلي لبلد ما سيزيد أم سينخفض.
أعراض الانتقال إلى نظام جديد
وحسب بوسه فإن المسرح السياسي لعالمنا سيشهد مأساة حقيقية، وأن تزايد الاضطرابات في العالم هو أحد أعراض الانتقال للنظام الجديد. كما يعتقد بوسه أننا نعيش على مشارف عصر تصل فيه الهيمنة الغربية لنهايتها.
ورغم أنه مازال أمام العالم الذي تقوده أمريكا وقت ليعد نفسه لهذه الحقبة الجديدة، إلا أنه سيفقد احتكاره لصياغة تاريخ العالم. وربما ظلت الولايات المتحدة قوة عظمى ولكنها ستكون قوة ضمن الكثير من القوى الأخرى.
لقد أصبح من الواضح حالياً مدى الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة للمحافظة على مركزها، حيث يؤكد بوسه في كتابه أن الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا واليابان والبرازيل وكذلك روسيا التي بدأت تشعر مرة أخرى أنها قوة عظمى وغيرها من الدول ستبحث في عالم الهيمنة عن سبل زيادة نفوذها.
ويدلل بوسه على أن الواقع الحالي يعزز هذه التوقعات ويُعتبر دليلاً على صحتها، وأن أقوياء الأمس قد فتحوا الباب أمام الأقوياء الجدد وأن الأمور لن تسير إلا بهؤلاء الجدد.
مزيد من القوة، قليل من الأخلاق
وإذا صدقت تنبؤات بوسه فإن عالم الغد سيضطر إلى التعايش أكثر مع عوامل تقليدية، مثل القومية والقوة العسكرية والتنافس على النفوذ السياسي والجغرافي. أما المعايير الأخلاقية والمُثل العليا والرغبة في مقاطعة المخالفين فلن يكون لها تأثير يذكر في هذا النظام الجديد، تلك المعايير التي يرى لها بوسه تأثيراً كبيراً في الوقت الحالي على سياسة بلاده ألمانيا.
إن الصورة التي يرسمها بوسه لأوروبا في هذا العالم المقبل كقوة مُتحدة تبدو صورة قاتمة وغير مشجعة. وربما تظل أوروبا الجديدة منطقة رخاء، غير أن بوسه يتوقع أن تتبوأ الصف الثاني فحسب.
(س ج / ع غ / د ب أ)
تحرير: عماد م. غانم