سقوط "طائرة باريس" يضيف أحزانا جديدة للمصريين
مهما كان سبب سقوط طائرة مصر للطيران، التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة، تبقى الأحزان مسيطرة على أهل الضحايا وأصدقائهم. كانوا ينتظرون لحظة وصولهم ليعانقوهم والآن عليهم أن يتغلبوا على أحزان فراقهم.
في الساعة 11.09 من مساء الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) بتوقيت باريس أقلعت من مطار شارل ديغول طائرة ايرباص 320 تابعة لمصر للطيران، الرحلة "ام اس 804" وعلى متنها 56 راكبا إضافة إلى عشرة أفراد يمثلون طاقم الطائرة والأمن المرافق لها في طريقها إلى القاهرة.
في الساعة 2.45 من صباح الخميس بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة (00.45 بالتوقيت العالمي الموحد) اختفت الطائرة عن شاشات الرادرا أثناء تواجدها في المجال الجوي المصري، كما قال نائب رئيس الشركة المصرية. ولم يكن قائد الطائرة قد أفاد عن "أي مشكلة" في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة.
وتجري سفن وطائرات من فرنسا واليونان ومصر عمليات بحث وتمشيط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها على بعد نحو 290 كيلومترا إلى الشمال من سواحل مدينة الإسكندرية المصرية. وبحسب السلطات اليونانية، فان الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلا بحريا (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية.
عدد من أهالي الضحايا تجمعوا صباح الخميس أمام مبنى المطار القديم داخل مطار القاهرة. كان يتفرض أن تصل الطائرة إلى مطار القاهرة الساعة 03.45 فجراً بتوقيت العاصمة المصرية، لكنها لم تصل. ورغم ذلك كانوا لا يزالون يأملون أن تكون أخبار سقوط الطائرة مجرد كابوس سيفيقون منه وينتهي الأمر.
كانوا يتمنون أن تنتهي المسألة بسلام مثلما حدث في 29 مارس/ آذار مع طائرة أخرى لمصر للطيران اختطفها شخص من الإسكندرية إلى قبرص ثم أفرج عن جميع من فيها دون أذية، واستسلم للسلطات هناك.
لكن الحكومة المصرية أكدت الخميس نبأ سقوط الطائرة، القادمة من باريس. فانهمرت دموع هذه السيدة التي تخبيء وجهها بكفيها في مطار القاهرة، فلا شيء أصعب من أن يفقد الإنسان عزيزا له، خصوصا عندما يكون مصيره مجهولا، مثلما هو الحال مع ركاب الطائرة المنكوبة.
الحزن كان مسيطرا على الأهالي والعاملين في مطار القاهرة. وكانت الطائرة تنقل 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان بالإضافة إلى طاقم من سبعة أفراد وثلاثة عناصر أمن. جنسيات الركاب: 30 مصريا و15 فرنسيا وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.
وفي فرنسا لم تكن الصدمة والحزن أقل مما هو عليه الحال في القاهرة. حيث توافد أهالي الضحايا على مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس لمتابعة آخر تطورات حادثة طائرة مصر للطيران. كثير من المصريين يعيشون في باريس ويحملون الجنسية المصرية والفرنسية.
موظفة في شركة مصر للطيران في مطار باريس تتابع آخر أخبار الطائرة المفقودة. وإلى جوارها لوحات دعاية للسياحة المصرية. لكن السياحة المصرية تعاني منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم قيام مصري وصف بأنه مختل باختطاف طائرة من الأسكندرية. ويتوقع خبراء أن تستمر المعاناة بعد حادث الطائرة، التي كانت قادمة من باريس.