زيلينسكي يحذر من مغبة سيطرة القوات الروسية على باخموت
٨ مارس ٢٠٢٣حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية بثّت اليوم (الأربعاء الثامن من مارس / آذار 2023) من أنّه إذا استولت القوات الروسية على باخموت، المدينة التي يدافع جيشه عنها بضراوة منذ أشهر، فسيصبح "الطريق مفتوحاً" أمام قوات موسكو للاستيلاء على مدن عديدة في شرق البلاد. وقال زيلينسكي لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية "نحن ندرك أنّه بعد باخموت، يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها. يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، يمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحاً أمام الروس (...) إلى مدن أخرى في أوكرانيا".
وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ الدفاع عن هذه المدينة "مسألة استراتيجية بالنسبة لنا". وأضاف أنّ قواته مصمّمة على الدفاع عن المدينة ومنع سقوطها بأيدي الجيش الروسي". وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال الثلاثاء إنّ باخموت تشكّل "عقدة مهمة (في خطوط) الدفاع الأوكرانية في منطقة دونباس. إنّ السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلّحة الأوكرانية".
لكنّ عدداً من الخبراء والمراقبين يشكّكون بالأهمية الاستراتيجية لمدينة باخموت، وقد سرت في الأيام الأخيرة تكهّنات بقرب انسحاب القوات الأوكرانية منها. لكنّ الرئيس الأوكراني أكّد لشبكة "سي إن إن" أنّ قواته لن تنسحب من باخموت. وقال "لقد عقدت أمس اجتماعاً مع رئيس الأركان وكبار القادة العسكريين (...) وجميعهم قالوا إنّه يجب أن نظلّ أقوياء في باخموت". وأضاف "بالطبع، علينا أن نفكّر بأرواح جنودنا. لكن علينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا في الوقت الذي نتلقّى فيه أسلحة وإمدادات وجيشنا يستعدّ للهجوم المضادّ".
واكتسبت باخموت أهمية رمزية وتكتيكية بعدما عجزت القوات الروسية عن السيطرة عليها على الرّغم من أكثر من سبعة أشهر من المعارك الطاحنة التي تكبّد بسببها الطرفان خسائر فادحة. ومعركة باخموت هي الأطول أمداً والأكثر حصداً للأرواح منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. والمدينة التي كان عدد سكّانها يناهز قبل الحرب 70 ألف نسمة، لم يعد يقطنها سوى أربعة آلاف نسمة وباتت شبه مدمّرة بالكامل.
على الجانب الروسي أعلن مؤسس مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوزين، أن مجموعته غزت كامل الجزء الشرقي لباخموت وقال في تسجيل صوتي أصدره مكتبه الإعلامي اليوم الأربعاء، "كل شيء في شرق نهر باخموت تحت السيطرة الكاملة لشركة فاغنر الخاصة للأمن". ولم يؤكد الجانب الأوكراني حتى الآن أن قواته انسحبت من المنطقة. ومن غير المحتمل التحقق بشكل مستقل من تلك المزاعم من منطقة الحرب.
ح.ز/ ا.ف (رويترز/ أ.ف.ب)