1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم أزمة الميزانية.. ألمانيا تتعهد بالملايين في قمة المناخ

١٨ نوفمبر ٢٠٢٤

بغية تفادي إخفاق كبير يوم الاختتام، تتسارع وتيرة العمل بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 29" للوصول لاتفاق ملزم لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة. وألمانيا تخصص 210 مليون يورو "لإعادة هيكلة الصناعة على نحو ملائم للمناخ".

https://p.dw.com/p/4n7Xb
غالبا ما يتم في سياق مؤتمرات الأمم المتحدة، تبادل الاتهامات بعرقلة التقدّم أو المراوغة أو ادعاء السذاجة. وبإقرار من الجميع، كانت حصيلة الأسبوع الأول من المفاوضات في "كوب29" شبه معدومة.
غالبا ما يتم في سياق مؤتمرات الأمم المتحدة، تبادل الاتهامات بعرقلة التقدّم أو المراوغة أو ادعاء السذاجة. وبإقرار من الجميع، كانت حصيلة الأسبوع الأول من المفاوضات في "كوب29" شبه معدومة.صورة من: Rafiq Maqbool/AP Photo/picture alliance

بعد أسبوع من مناقشات لم تأت بأيّ نتائج تذكر، استأنفت البلدان الثرية والنامية المفاوضات "في لحظة حاسمة" من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 29".

ووصل وزراء الدول المشاركة صباح الإثنين (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) إلى الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية باكو، عاقدين العزم على تسريع وتيرة العمل بغية تفادي إخفاق كبير يوم الجمعة لدى اختتام المؤتمر.

وقال رئيس المؤتمر مختار باباييف: "نحن قطعنا نصف الطريق في كوب 29 وبدأت الصعوبات الفعلية تتجلّى". ولا يتمتّع باباييف، وهو مسؤول سابق في شركة النفط ووزير البيئة الحالي في أذربيجان، بأي صلاحية كرئيس للمؤتمر لاتخاذ القرارات ويقتصر دوره على إدارة المفاوضات بين البلدان.

حصيلة الأسبوع الأول "معدومة"!

وغالبا ما يتم في سياق مؤتمرات الأمم المتحدة، تبادل الاتهامات بعرقلة التقدّم أو المراوغة أو ادعاء السذاجة. وبإقرار من الجميع، كانت حصيلة الأسبوع الأول من المفاوضات في "كوب 29" شبه معدومة.

وبينما تتوجّه الأنظار إلى قمّة العشرين المعقودة في ريو بالبرازيل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من ريو لحضور قمّة العشرين بلدان المجموعة إلى ضرب القدوة والتوصّل إلى "تسويات لإنقاذ مؤتمر المناخ". فمنذ أشهر، يركّز غوتيريش في نداءاته حول تغيّر المناخ على بلدان مجموعة العشرين، التي تصدر ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الدفيئة.

وقال الأمين التنفيدي لاتفاقية الأمم المتحدة سيمن ستيل، والذي أشار في أكثر من مناسبة إلى أن منزل جدّته في جزيرة كارياكو في غرينادا دمّر في إعصار هذا الصيف، أنه "من دون انخفاض سريع في الانبعاثات، لن يسلم أيّ اقتصاد في مجموعة العشرين من المجزرة الاقتصادية المرتبطة بالمناخ". كما صرح ستيل لدى استئناف المفاوضات في باكو: "دعونا نوقف التهريج ونمضي إلى مسائل أكثر جدّية".

ويقضي الهدف من مؤتمر الأطراف بنسخته التاسعة والعشرين هذا العام بإيجاد آلية تتيح تمويل مساعدات مناخية موجّهة إلى البلدان النامية بقيمة ألف مليار دولار في السنة. ومن شأن هذه الموارد المالية أن تستخدم لبناء محطّات طاقة شمسية والاستثمار في تقنيات الريّ وحماية المدن من الفيضانات.

وصرّح ستيل: "من السهل أن يصبح المرء معطّل الأحاسيس أمام كلّ هذه الأرقام. لكن ينبغي لنا ألا ننسى أن هذه الأرقام تحدث فرقا بين السلامة والكوارث التي تدمرّ حياة مليارات الأشخاص".

الحل في ريو؟

وفي ما قد يعتبر مؤشّرا إلى حلّ قد تتبدّى ملامحه في ريو، غادر رئيس الوفد البرازيلي المشارك في "كوب 29" باكو للتحضير لقمّة العشرين. وقد تكثّفت الاتصالات بين باكو وريو اللتين تفصل بينهما ساعات عدّة من حيث التوقيت.

خلافات حول تمويل الطاقات المتجددة

ويعدّ الاتحاد الأوروبي أكبر داعم للألية المالية المطروحة، لكنه لا يميل إلى زيادة ميزانياته الدولية في فترة التقشّف هذه. وصرح المفوض الأوروبي لمفاوضات المناخ في "كوب29"، ووبكي هوكسترا، بأن الاتحاد الأوروبي سيستمر في كونه "قدوة" في ما يتعلق بالتمويل مع التأكيد على أن هذا لن يكون كافيا.

ويرتكز المبلغ المطروح بقيمة ألف مليار دولار من المساعدات السنوية للبلدان النامية بحلول 2030 إلى تقديرات عالمين اقتصاديين معروفين وكّلتهما الأمم المتحدة بهذه المهمة هما نيكولاس ستيرن وعمّار باتاشاريا.

لكن لا يفترض بأن تأتي الموارد المالية برمّتها من البلدان الثرّية وهنا المشكلة بالتحديد، فبحسب الصكوك الأممية، البلدان المتطوّرة وحدها ملزمة بالمساعدة. غير أن أوروبا تطالب من البلدان الناشئة مثل الصين المساهمة طوعا في توفير المال. ولم تبدِ الصين أيّ معارضة عدائية في المؤتمر، بل إن اجتماعا عقد بين مسؤولين صينيين وأوروبيين الأسبوع الماضي اعتُبر مصدرا للأمل.

ألمانيا تخصص 210 مليون يورو

وعلى الرغم من أزمة الميزانية وانهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أعلن نائب المستشار الألماني روبرت هابيك عن تقديم مساعدات في مؤتمر المناخ العالمي في أذربيجان لإعادة هيكلة الصناعة على نحو ملائم للمناخ في البلدان الفقيرة.

وأعلن هابيك، الذي يشغل حقيبة الاقتصاد وشؤون حماية المناخ في الحكومة الألمانية، اليوم الاثنين أن ألمانيا ستخصص 210 مليون يورو لهذا الغرض، موضحا أن هذه "أموال جديدة" وستأتي بشكل أساسي من ميزانية عام 2024 التي تم إقرارها بالفعل. جدير بالذكر، عقب انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا لم تعد هناك أغلبية لتخطيط ميزانية عام 2025.

وقال هابيك إن من بين الجهات المانحة الأخرى بريطانيا وكندا، موضحا أن المبادرة المشتركة تتضمن إجمالا التزامات تصل إلى 1.3 مليار دولار لمساعدة الدول النامية والناشئة، موضحا أن المقصود من المبادرة هو أن تكون "دعوة للعمل" وتحفيز إعلان التزامات إضافية من الحكومات والمنظمات الخيرية بالإضافة إلى استثمارات من القطاع الخاص.

كما تم إطلاق منصة على الإنترنت للتبادل والمشورة، والتي من المفترض، بحسب وصف هابيك، أن تتيح للشركات أو البلدان في الجنوب العالمي الاستفسار ببساطة على سبيل المثال عن كيفية إنتاج الخرسانة أو الفولاذ "الأخضر"، أي أن تتم عملية إنتاج تلك المواد عبر كهرباء مولدة من مصادر طاقة متجددة ولا ينتج عنها أي غازات دفيئة ضارة بالمناخ.

هل تنسحب الولايات المتحدة؟

وقبل شهرين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تسعى الولايات المتحدة إلى الاضطلاع بدور ريادي في إيجاد الحلول. وكان للرئيس الأمريكي جو بايدن محطّة رمزية في الأمازون يوم الأحد دعا خلالها إلى "التحرّك من أجل الإنسانية".

وفي ظلّ إعادة انتخاب دونالد ترامب وانسحاب الوفد الأرجنتيني من مؤتمر باكو، يتخوف الجميع من أن تنسحب الولايات المتحدة والأرجنتين من اتفاق باريس للمناخ، والذي يعدّ المحرّك الدبلوماسي لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، حتّى لو لم يؤكّد الرئيس الأرجنتيني نيّته هذه لنظيره الفرنسي خلال زيارته الأرجنتين، وفق إيمانويل ماكرون. 

كذبة ثاني أكسيد الكربون - هل لصفقات التعويض جدوى مناخية؟

غير أن عودة دونالد ترامب المرتقبة تتسبب أيضا بـ"شحذ الهمم" عند بعض البلدان للمضي بوتيرة أسرع في باكو، بحسب ما أقرّ مصدر دبلوماسي.

ويحدد مؤتمر هدا العام كذلك مستقبل الإرث المنقول من مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي الذي دعا إلى التخلّي التدريجي عن مصادر الطاقة الأحفورية، في دعوة لم تلق استحسان بلدان مثل السعودية.

وأعلنت الولايات المتحدة والإمارات اليوم الاثنين خلال المؤتمر أن تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ التي تقودها الدولتان وصل إلى 29.2 مليار دولار.

وبموجب هذه المبادرة التي أُطلقت في عام 2021، تعهدت حكومات وشركات ومنظمات غير حكومية بتمويل مشاريع تستهدف الحد من تأثير الزراعة على المناخ وزيادة قدرة النظم الزراعية على الصمود في وجه تأثيرات الاحتباس الحراري العالمي.

وتقول الأمم المتحدة إن النظم الغذائية مسؤولة عن نحو ثُلث انبعاثات الغازات الدفيئة التي يسببها الإنسان. ويشمل ذلك الانبعاثات المتعلقة باستخدام الأراضي والزراعة، وإنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، والطاقة المستخدمة في المعالجة والنقل.

وقال وزير الزراعة الأمريكي توم فيلساك: "ندرك أن الاستثمار في البحث والتطوير الزراعي ظل لفترة طويلة محركا للازدهار والصمود، وزادت أهميته أكثر من أي وقت مضى إذ تواجه الزراعة والأنظمة الغذائية في أرجاء العالم مجموعة من التحديات غير المسبوقة".

ومن المقرر أن تنتهي هذه المبادرة في 2025. وأُعلن عن نحو 130 مشروعا مع أكثر من 800 شريك بهدف دعم صغار المزارعين وتقليل انبعاثات غاز الميثان وتعزيز البحث والابتكار التكنولوجي في مجال الزراعة.

وتمكنت المبادرة من جمع تمويل قيمته 17 مليار دولار خلال النسخة السابقة من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب28) العام الماضي، فضلا عن ثمانية مليارات دولار في كوب27.

د.ب. (أ ف ب - د ب أ- رويترز)