رصد أصوات غامضة في المحيط.. من يتحدث إلى من؟
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤سجل العلماء والبحّارة على حد سواء أصواتًا غريبة وفريدة في المحيط الهادئ تبدو هذه الأصوات غرغرة غريبة تبدو خارجة عن المألوف.
يُطلق على هذا الصوت اسم "bio-duck" أو ما يمكن ترجمته حرفياً إلى "البط الحيوي" - رغم أنه لا يشبه صوت البط - ويمكن الاستماع إلى تسجيل لهذا الصوت الغامض في هذا الفيديو:
وبحسب موقع "ماشابل" للتقنية، فإن هذه الأصوات رُصدت قبل فترة طويلة في المحيط الهادئ لكن الجديد اليوم أن الباحثين أعادوا تحليل أحد هذه التسجيلات الغامضة والتي يرجع تاريخها إلى عام 1982، والذي تم تسجيله في حوض جنوب فيجي بالمحيط الهادئ، وخلصوا إلى أنه قد يكون عبارة عن محادثة بين نوعين من الحيوانات المختلفة.
قال روس تشابمان، الباحث في مجال الصوتيات تحت الماء من جامعة فيكتوريا وأحد مؤلفي دراسة عن الموضوع نشرت في مجلة "الجمعية الصوتية الأمريكية": "ربما كانوا يتحدثون عن نوع العشاء، وربما كان الآباء يتحدثون إلى أطفالهم، أو ربما كانوا فقط يعلقون على تلك السفينة التي تمر فوقهم".
ويقول الباحثون في الدراسة الحديثة إن العلماء الذين استمعوا لهذه التسجيلات في وقت سابق اعتقدوا أن الأصوات الصادرة من أعماق البحار ليست طبيعية.
وأشارت دينيس ريش، عالمة الأحياء البحرية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في تصريحات صحفية: "لقد سمعوا هذا الصوت، وهو عبارة عن نبضات صوتية منخفضة التردد ومنتظمة للغاية. ويبدو وكأنها تصدر بشكل ميكانيكي تقريبًا. لذا إذا سمعته لأول مرة، فلن تعتقد بالضرورة أنه حيوان، ولكنه مرتفع جدًا ومنتشر في المكان للغاية. يمكنك سماعه في فصل الشتاء عبر المحيط الجنوبي".
وبحسب صحيفة اندبندنت البريطانية، فقد سجل العلماء هذه الأصوات غير العادية باستخدام مجموعة من أجهزة الهيدروفون التي ترصد الأصوات تحت الماء، حيث تم سحب الأجهزة خلف سفينة خلال إبحارها في المنطقة. وسمحت أجهزة الهيدروفون المختلفة للباحثين بالتعرف على "المتحدثين".
وقال تشابمان: "اكتشفنا أنه كان هناك العديد من المتحدثين المختلفين في أماكن مختلفة في المحيط، وكلهم يصدرون هذه الأصوات. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه عندما كان أحد المتحدثين يتحدث، كان الآخرون يصمتون وكأنهم يستمعون. ثم يتوقف المتحدث الأول عن الحديث ويستمع إلى ردود الآخرين".
وخلصت أبحاث سابقة إلى أن "حيتان المنك"، أصغر أنواع الحيتان البالينية، هي التي أحدثت هذه الأصوات تحت الماء. ومع ذلك، لم تكن هناك أي مشاهدة للحيتان وهي تصعد إلى السطح لتأكيد الأمر. ولن يكون من المستغرب أن تكون الثدييات البحرية الذكية هي التي تملأ المحيط بالأغاني.