رحلة داخل مدن ألمانية لاستكشاف المطاعم
٢٩ ديسمبر ٢٠١٢أي طعام يجب على المرء تناوله في مدينة ما، وأي سر يكشفه الطعام عن عادات وحياة اهل المدينة؟ أسئلة غالبا ما طرحتها إلكا فرايموت مؤسِسَةُ "طعام العالم" خلال سفرها. أول مرة طرحت إلكا على نفسها هذا السؤال كانت عندما زارت مدينة نيويورك وانضمت إلى رحلة حول المدينة لاستكشاف مطاعمها. ومنذ عام 2008 تركت إلكا عملها كمعلمة وأسست مشروعها "طعام العالم". إذ تقوم بعمل رحلات للتعريف بأفضل الأكلات والمطاعم في المدن الألمانية. وبدأت مع برلين، ثم دريسدن، هامبورغ، لايبزغ، كولونيا، ثم ميونيخ. وتقول إلكا "شخصيا أحب تناول الطعام وأحب أن اعلم في كل مدينة أزورها أي مطعم يقدم الطعام الأفضل".
اليوم هو السبت، عطلة نهاية الأسبوع في ألمانيا. مجموعة ممن يريدون التعرف على ثقافة الطعام المتنوعة في كولونيا يقومون بجولة في جنوب المدينة المتعدد الثقافات، والذي يعكس تنوع سكانها، الذين ترجع أصولهم إلى أكثر من مائة جنسية مختلفة.
"بونجورنو" والبسكويت الزهري
وبالإضافة إلى عدد كبير من المهاجرين الأتراك هناك مهاجرون ايطاليون أقاموا مطاعم في الجزء الجنوبي من كولونيا. واحدة منهم فلافيا تورزي، التي تستقبل زبائن قهوتها بتحية "بونجورنو" صباح الخير بالايطالية. تتحدث فلافيا المُغامرة، كيف أنها تركت ميلانو واتجهت إلى كولونيا وافتتحت قهوتها هذه. روح المغامرة لديها لم تقتصر على هجرتها فقط بل على نوعية الطعام الذي تقدمه، من مثلجات جبنة جورجونزولا إلى البسكويت الزهري.
"نختار فقط المطاعم التي تقدم وجبات مميزة" هذا ما يقوله اندرياس كرينغ، قائد الرحلة حول المدينة. وفي هذه المطاعم، غالبا ما يقف صاحب المطعم في المطبخ بنفسه. وهذه أشارة على أن صاحب المطعم أو القهوة يهتم بنوعية ما يقدمه لزبائنه. وهناك سبب آخر لاختيار هذه المطاعم بجانب النوعية، عن ذلك تقول إلكا فرايموت "أريد أن ادعم المطاعم الصغيرة فقد بدأت المطاعم الكبيرة تنافس المطاعم الصغيرة التقليدية وتقضي عليها، وهو ما يعني فقدان جزء من الثقافة التي يجب الحفاظ عليها".
الشباب أيضا
وحتى قائدي الرحلات تختارهم إلكا بحذر. إذ يجب حسب رأيها أن يكونوا من سكان المنطقة ويعرفونها جيدا. فهم وحدهم يمكنهم رواية قصص حقيقية عن هذه الأماكن. " يجب أن يشعر المشارك بأنه يصاحب صديقا في رحلة حول المدينة". حسب إلكا، التي تضيف أنه يمكن أن ينضم المرء لهذه الرحلة قبل ساعة من انطلاقها.
لا يتحمس لهذا النوع من الرحلات كبار السن فقط، بل أن كثيرا من الشباب يعبر عن حماسه للانضمام إلى رحلة تعرفهم بأفضل مطاعم المدينة. حسب كلاوديا موير، من مجلة "الأكل والشرب" للطبخ. إذ تؤكد أن الشباب يرغبون باكتشاف الجديد بعيدا عن تأثير الآخرين. كما أن هناك صفحات الكترونية تهتم بمثل هذه المبادرات الباحثة عن الأفضل في الطعام، مثل " كُل مثل أهل البلد"، حيث يبحث الشباب عن اقتراحات ونصائح من الآخرين حول أفضل المطاعم. وبإمكانهم أيضا تقديم النصائح للآخرين. وتقول كلاوديا موير إن برلين هي أكثر المدن حاليا التي يتوجه سكانها إلى طلب النصح عن طريق هذه الصفحات الالكترونية والرحلات.