رتل عسكري ضخم يزحف باتجاه كييف... هل اقتربت "حرب المدن"؟
١ مارس ٢٠٢٢أظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية مساء الإثنين في أوكرانيا رتلاً عسكرياً روسياً هائلاً يزيد طوله عن 60 كيلومتراً يتقدم باتجاه العاصمة كييف التي جعلتها روسيا هدفاً رئيسياً للعملية العسكرية التي تشنّها منذ الخميس ضدّ جارتها الموالية للغرب.
ونشرت هذه الصور مساء الإثنين "ماكسار"، الشركة الأمريكية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الاصطناعية، وأرفقتها برسالة بريدية قالت فيها إنّ الرتل "يمتدّ من تخوم مطار أنتونوف (حوالي 25 كيلومتراً من وسط كييف) في الجنوب إلى تخوم بريبيرسك" في الشمال.
ومنذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا يشهد مطار أنطونوف معارك ضارية إذ تسعى القوات المهاجمة للسيطرة على هذه المنشأة الاستراتيجية والتي تسهّل عليها كثيراً السيطرة على كييف.
وأوضحت ماكسار أنّ الرتل الذي يمتدّ بطول حوالي 64 كيلومتراً "يتألّف من مركبات جزء منها يسير بعيداً بعض الشيء عن بعضه البعض، والجزء الآخر يسير جنباً إلى جنب في صفّين أو ثلاثة صفوف متراصّة".
وبدت في الصور صفوف طويلة من المركبات تسير خلف بعضها البعض على طرق في الريف الأوكراني، وبقربها في بعض الأحيان دخان قالت الشركة إنّه ناتج عن حرائق في المباني المجاورة.
إعادة روسي انتشار في بيلاروسيا
ونشرت الشركة الأمريكية من جهة ثانية صوراً أخرى أظهرت انتشاراً جديداً للقوات الروسية - مروحيات هجومية جاثمة وعربات عسكرية - في بيلاروسيا، على بُعد أقلّ من ثلاثين كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا.
ومنذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا الخميس الماضي، نجحت القوات الأوكرانية حتى اليوم في الدفاع عن وسط العاصمة وصدّ الهجمات الروسية عليه. ومنذ بدء الغزو لا يزال تقدّم القوات الروسية "بطيئاً" علماً بأنّ هذه القوات تحتشد حول العاصمة.
والثلاثاء قالت رئاسة أركان الجيش الأوكراني في منشور على فيسبوك إنّ القوات الروسية أعادت تجميع صفوفها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وحشدت عربات مدرّعة وأسلحة مدفعية "لكي تقوم قبل كل شيء بتطويق كييف والمدن الكبرى الأخرى في أوكرانيا والسيطرة عليها".
وأفاد مصدر دبلوماسي وآخر أمني وكالة فرانس برس الإثنين أنّ موسكو تستعدّ لشنّ هجوم وشيك على العاصمة.
وصل الجيش الروسي الثلاثاء إلى مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، قرب شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو، ويقيم نقاط تفتيش على مشارفها، وفق ما أعلن رئيس البلدية. وقال إيغور كوليخايف على فيسبوك إن "الجيش الروسي يقيم نقاط تفتيش على مداخل خيرسون". وأضاف "خيرسون كانت وستبقى أوكرانية".
"موجة" جديدة من القوات الروسية
من جانب آخر حذر مسؤولون بالحكومة الأمريكية في إحاطات سرية لمشرعين بالكونغرس الاثنين من أن موجة ثانية من القوات الروسية من المحتمل أن تعزز الوضع العسكري لموسكو داخل أوكرانيا، وستكون قادرة على التغلب على المقاومة الأوكرانية عن طريق الأعداد الضخمة للقوات، وفقا لما نقلته شبكة (سي إن إن) عن مسؤولين اثنين مطلعين.
وذكر المسؤولان أنه من المحتمل أن تفرض روسيا حصاراً على العاصمة الأوكرانية كييف، وتوقعا أن تكون هناك "مشاهد فظيعة" للحرب داخل المدن.
"مقتل جنود روس وإسقاطات مروحيات"
وأعلن قائد عسكري أوكراني مقتل أكثر من 70 جندياً جراء قصف روسي عنيف على بلدة أوختيركا بمنطقة سومي شمال شرقي البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية "يوكرينفورم" عن دميترو زيفيتسكي رئيس القيادة العسكرية في سومي أن "وحدة عسكرية في أوختيركا تعرضت لقصف عنيف من جانب العدو ... ولسوء الحظ، تم تدميرها بالكامل. وقُتل أكثر من 70 جندياً. كما أن هناك ضحايا من المدنيين ... ويجري رفع الحطام الآن، وقد يتم العثور على المزيد من القتلى من الجنود".
وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط عدة مقاتلات روسية. وأفادت صحيفة اوكراينسكا برافدا والقوات الجوية الأوكرانية إنه تم إسقاط خمس مقاتلات روسية ومروحية خلال هجمات جوية أمس الاثنين. ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات بصورة مستقلة.
ويتردد أنه تم إسقاط المقاتلات خلال هجمات جوية في مدينتي فسيلكيف وبروفاري في المنطقة المحيطة بكييف، في حين تم إسقاط صاروخ كروز ومروحية بالقرب من كييف. ويتردد أن المقاتلات الأوكرانية أطلقت صواريخ وقنابل على دبابات روسية وقوات بالقرب من كييف ومدينة جيتومير.
خ.س/ع.غ (د ب أ، أ ف ب)