دورة تدريبية لخريجي الجامعات في بريمن
١٤ مارس ٢٠١١يشارك في الدورة التدريبية الخاصة بخريجي الجامعات خمس عشرة طالبة وطالب. في قاعة صغيرة يجلس المشاركون على كراس خشبية مكونين نصف دائرة حول الأستاذة سابينة ريمر، المشرفة على الدورة التدريبية التي تستمر أربعة أيام. يحاول المشاركون خلالها التعرف بدقة على الكفاءات التي تمكنوا من جمعها خلال مسيرتهم الدراسية، وكيفية إبرازها في الملفات التي قد يقدمها الطلاب من أجل الحصول على وظائف.
السيرة الذاتية على شكل جدول
الأستاذة سابينة ريمر تحمل قطع ورق بيضاء كتبت عليها لوائح تضم ملاحظات حول شخصية كل مشارك في الدورة التدريبية، كالهوايات والاهتمامات الشخصية أو التجارب المهنية والتعليمية مثلا. وهي ترى أن الهدف من هذه الجداول هو التمكن من إلقاء نظرة أولية على السيرة الذاتية للمشاركين. "أي حول ما تعلموه في المدرسة أو الجامعة أو في مراحل التكوين الأخرى. بعد ذلك يمكن تحديد الكفاءات التي مكنتهم من تحقيق نجاحات في مختلف مراحل السيرة الذاتية. وهذا هو الهدف النهائي الذي يمكن الوصول إليه من خلال تحديد قاعدة عامة لهذه الكفاءات".
بعد ذلك تضغط الأستاذة الألمانية على زر الكرونوغراف ليبدأ المشاركون في ملء الجداول. وهؤلاء لا يترددون في إحصاء كل الأعمال التي قاموا بها أثناء الدراسة، حتى البسيطة منها كما تقول الطالبة فيرا: "لم يكن واضحا لي أني قمت بأعمال كثيرة لهذا الحد، هذا الكم يفاجئني تماما. لقد عملت كنادلة في مقهى أثناء الدراسة ثم توقفت بعد شهرين فقط".
الأعمال البسيطة تعد أيضا كفاءات مهنية
إلى جانب ذلك عملت فيرا كمربية للأطفال كما قامت بعدة دورات تدريبية. في الجدول المخصص لها، يجب أن تكتب فيرا، وباقي المشاركون الآخرون، كل هذه الأنشطة، حتى وإن بدت للوهلة الأولى عادية ودون قيمة. لكن هذه التجارب العملية قد تُصنف أيضا على أنها مؤهلات عملية وخبرات مهنية، كما توضح الأستاذة سابينة ريمر، التي لا تتردد في التأكيد على هذا هو الهدف الرئيسي من الدورة التدريبية التي قررت جامعة بريمن منحها للطلاب الحاصلين للتو على شهاداتهم النهائية، والذين في الغالب لا يدركون بدقة نقاط قوتهم في سوق العمل، كما تقول: "أغلب المهارات التي نتعلمها في حياتنا، أي ما يعادل سبعين بالمائة منها، لا يمكننا إثبات وجودها من خلال شهادات مثلا، لأننا لا نحصل على هذه الكفاءات بشكل رسمي، وإنما تلقننا إياها مدرسة الحياة".
ويشارك في الدورة التدريبية خريجو مختلف التخصصات كإدارة الأعمال أو تقنيات المناخ أو اللغة الصينية. تتطرق المحاضرات إلى كيفية إدارة الأعمال الحرة أو الفرص المتاحة للعمل خارج ألمانيا أو إلى المساعدات التي يمكن الحصول عليها من طرف الدولة في المراحل الأولى من الحياة العملية. لكن يبقى إنجاز ملف شخصي لكل مشارك الهدف الأول للدورة، حيث يتم التفكير حول طبيعة المهن التي يمكن ممارستها بناء على جدول الكفاءات الشخصية.
الكاتبة: رامونا شلي / خالد الكوطيط
مراجعة: هبة الله إسماعيل