دعوات لطي صفحة الماضي المؤلم في ذكرى اندلاع الحرب العالمية الثانية
١ سبتمبر ٢٠٠٩تتوجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الثلاثاء إلى مدينة "دانسيج" لبولندية للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى بدء الحرب العالمية الثانية التي تصادف الأول من سبتمبر/ أيلول. وتأتي زيارتها تلبية لأول دعوة من نوعها وجهتها بولندا إلى مستشار ألماني بهذه المناسبة. ومن المنتظر أن تلقي ميركل خطابا أثناء المراسم التي ستقام على جزيرة فيستابلاته قرب دانسيج التي كانت شاهدة على بدء الحرب.
وفي رسالة الفيديو التي تنشرها المستشارة نهاية كل أسبوع على موقعها الالكتروني صرحت ميركل بان "بدء الحرب في الأول من سبتمبر/أيلول عام 1939 يذكرنا بما اقترفته ألمانيا النازية". وأضافت بأن المشاركين في مراسم الاحتفال سيتوجهون إلى دانسيج للقاء كأصدقاء وكشركاء وليس كأعداء". كما ذكرت بأنه يجب انتهاز هذه المناسبة لتقديم الشكر والعرفان للحلفاء الذين حرروا ألمانيا من النازية، وساعدوا العالم على طي صفحة مظلمة من تاريخه".
بوتين يدين معاهدة "مولوتوف- رينتروب"
وإلى جانب ميركل سيحضر المراسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي وجه خطابا بنبرة متسامحة تجاه وارسو كرد على الجدل الشديد الدائر بينها وبين موسكو حول من يتحمل المسئولية عن اندلاع الحرب العالمية الثانية. في هذا السياق أدان بوتين في مقالة لصحيفة "غازيتا فيبورشا" البولدنية في عددها الصادر صباح أمس الاثنين معاهدة "مولوتوف- رينتروب" التي وقعت في آب أغسطس عام 1939. وكانت المعاهدة بمثابة تعهد روسي بعدم التدخل في حال شنت ألمانيا حربا ضد بولندا. وكان للاتفاق ملحق سري تناول تحديد مناطق نفوذ الطرفين في أوروبا الشرقية. مشيرا إلى "أن البرلمان السوفيتي سبق له في كانون أول/ ديسمبر من عام 1989 أن أعطى للمعاهدة "صفة غير أخلاقية".
... وينتقد الديمقراطيات الغربية
بيد أن رئيس الوزراء الروسي اتهم في الوقت ذاته الديمقراطيات الغربية بالتعاون مع هتلر، مضيفا " ألم تقم فرنسا وبريطانيا بتحطيم جميع الآمال في تأسيس جبهة مشتركة للقضاء على الفاشية بتوقيعها في ميونخ معاهدات مع ألمانيا النازية. وذلك قبل عام من توقيع معاهدة هتلر – ستالين؟".
وفي المقال نفسه، الذي حمل عنوان "الديمقراطية الغربية" حث بوتين البولنديين على نسيان الماضي والتطلع إلى المستقبل ، وتحرير العلاقات الروسية البولندية من أجواء عدم الثقة والرؤية الضيقة حسب ما ورد في المقال.
حمائم سلام وقداس في العاصمة برلين
وسبق احتفالات دانسيج إطلاق عشرات الآلاف الحمائم كرمز للسلام في سماء العاصمة الألمانية برلين قبل أمس الأحد 30 آب/أغسطس إحياء لذكرى اندلاع الحرب قبل سبعة عقود. وقد تم إحضار هذه الحمائم من دول أوروبية عديدة لهذه الغاية. وذكر اتحاد مربي الحمام الزاجل، الذي ينظم الحملة ، "أنه تم إطلاق أكثر من سبعين ألف حمامة لتتوجه إلى مواطنها الأصلية في بولندا وروسيا وجمهورية التشيك وليتوانيا والدنمارك وهولندا والنمسا وألمانيا".
وفي برلين أيضا أقام قساوسة ألمان وبولنديين قداسا مشتركا في كاتدرائية القديس هيدفيجز بمناسبة ذكرى اندلاع الحرب بحضور الرئيس الألماني هورست كولر وسفير بولندا في ألمانيا مارك برافد. وكان في مقدمة المتحدثين خلال القداس كبير أساقفة برلين جورج شتارسينسكي الذي حث في كلمته الأوروبيين على الاستفادة من تجربة الحرب لإعطاء الأولوية للطرق السلمية في حل النزاعات. وأضاف في نفس السياق: "إن ما عانته الإنسانية من جراء هذه الحرب الشنيعة، ينبغي أن يبقى حافزا لتحقيق السلم وضمانه في العالم". ويعتبر هذا القداس الأول من نوعه بحضور رجال دين من ألمانيا وبولندا لمناسبة إحياء ذكرى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وهو اليوم الذي يصادف الأول من سبتمبر /أيلول 1939عندما غزت القوات النازية الألمانية الأراضي البولندية.
(و.ب/دب.آ/ف.آب.)
مراجعة: ابراهيم محمد