دعم الغرب لمبارك لسنوات طويلة كان صائباً
٥ فبراير ٢٠١١حين يُسأل الساسة الألمان والغربيون ورجال الأعمال عن مفاوضاتهم مع أنظمة الدول الشمولية رغم الوضع السائد فيها، فإن لديهم جوابا جاهزا مفاده: إن العزلة والمقاطعة لم يسبق وأن أحدثتا تغييرا. والتحولات التي شهدتها أوروبا الشرقية خير مثال على تبرير معادلة التجارة والتغيير. وهذا ما نشهده مع الصين، وإلى وقت قريب مع إيران ومع معظم الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، وخاصة مصر.
وسيكون من السهل القول بأن هذه الحجج ليست سوى ورقة التو التي تستر جشع رجال الأعمال. لكن وحتى في حالة مصر ورغم وجود فرق شاسع بين ممارسات النظام ومبادئ الديمقراطية والحرية الغربية، ورغم عدد الفقراء الهائل، فإن الأوضاع كانت ستكون أكثر سوءا بدون العلاقات مع الخارج.
على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي مثلا، فإن السياحة تشكل المصدر الرئيسي للعملة الصعبة وخلق فرص العمل في البلاد، حتى وإن كان المستفيدون هم أصحاب المشاريع السياحية وليس من يعملون فيها.
وثورة الفيسبوك التي يجري تمجيدها حاليا، تظهر وإلى حد بعيد المشوار الطويل الذي قطعته البلاد: فقبل سنوات بدا العالم العربي وكأنه بعيد كل البعد عن عصر الكمبيوتر، أما اليوم فإن مصر تعتبر دولة رائدة في هذا المجال. ويوجد في البلاد مقاهي انترنت يؤمها تلاميذ، ربما تغيبوا عن مدرستهم، لكنهم قد يتعلمون في هذه المقاهي أكثر مما يتعلمون في المدارس.
لكن هذا كله لا يشفع لعدم قول أو فعل الدول الأجنبية شيئا يذكر، أو على الأقل ما يكفي، ضد الجوانب السلبية في البلاد. وعموما لعبت فكرة كون حسني مبارك شريكا موثوقا به ضد الإرهاب الإسلامي، دورا في هذا الموقف. كما لم تكن ألمانيا الدولة الوحيدة المستعدة لمكافأة مبارك على تمسكه بالسلام مع إسرائيل، وهو السلام الذي تم في عهد سلفه السادات، الذي تم اغتياله من قبل المتطرفين لهذا لسبب.
بيتر فيليب
مراجعة: عارف جابو
ملاحظة: للإطلاع على وجهة نظر مغايرة أنظر الرابط ادناه