دراسة: طاقم السفينة ليس دائما آخر من يغادرها عند الغرق
٣٠ يوليو ٢٠١٢قال علماء من السويد إن ركاب السفن التي تتعرض للغرق لا يبالون بقواعد الأمان المنصوص عليها عالمياً، إذ لا يسمحون على سبيل المثال بأن يكون الأطفال والنساء هم أول من يركب قوارب النجاة، حسبما تنص عليه هذه القواعد. وحسب الدراسة التي شملت 18 سفينة غارقة فيما يتعلق بملابسات غرفها وكيفية تصرف الركاب أثناء الغرق فإن فرص النساء في النجاة من كوارث الغرق أقل من فرص بقية الركاب بالإضافة إلى أن فرص الأطفال هي الأسوأ على الإطلاق.
كما أعطت الدراسة مجالاً للشك في مدى صحة الاعتقاد بأن طاقم السفينة هم آخر من يغادرها، حيث تبين من خلال الدراسة أن قبطان السفينة الغارقة وطاقمها ينجون من كوارث الغرق أكثر من الركاب.
النساء أقل حظاً في النجاة من الرجال
وعززت كارثة غرق سفينة "التيتانيك" العملاقة الاعتقاد بفروسية الرجال ونبلهم في عرض البحر حيث بلغ الغارقون من الرجال أكثر من ثلاثة أضعاف عدد النساء. ويقال إن بعض الرجال الذين رفضوا تنفيذ أمر القبطان بالسماح للأطفال والنساء بأن يكونوا أول من يركب قوارب النجاة، قتلوا رمياً بالرصاص على يد طاقم السفينة.
ولم يعرف الباحثون ما إذا كانت كارثة التيتانيك عام 1012 تمثل الاستثناء أم القاعدة بين كوارث الغرق.
وتبين للباحثين ميكائيل إليندر وأوسكار إريكسون من جامعة أوبسالا السويدية من خلال تحليل بيانات 18 كارثة غرق بين السفن التي بلغ عدد ركابها أكثر من 15 ألف راكب من 30 دولة أن النساء لا يتمتعن بفرص جيدة للنجاة وأنهن أقل حظا من الرجال في هذا الشأن.
ولم يتضح للباحثين أن هناك استثناء لهذه القاعدة سوى في حالتين فقط هي حالة سفينة تيتانيك وحالة سفينة "لوسيتانيا" عام 1915 حيث كانت نسبة النجاة بين النساء أكبر منها لدى الرجال في حين أن النسبة كانت معكوسة في 11 كارثة أخرى.
وتبين للباحثين أن فرص نجاة النساء ارتفعت عندما كان يصدر ربان السفينة الأمر الواضح: "النساء والأطفال أولاً" وأن ذلك حدث بالفعل في خمس حوادث غرق سفن.
البريطانيون ليسوا أكثر نبلاً من غيرهم
وقال الباحثون إن الفارق بين عدد النساء والرجال الذين نجوا في حوادث غرق سفن تقلص منذ الحرب العالمية الثانية وعزوا ذلك إلى تزايد وجاهة النساء في المجتمع وإلى زيادة استقلالهن. كما تبين من خلال الدراسة التحليلية أن سرعة الغرق أو طول الرحلة التي قطعتها السفينة قبل غرقها ليس لهما تأثير على فرص نجاة ركابها.
كما كشفت الدراسة خطأ اعتقاد آخر سائد في عالم الملاحة البحرية وهو أن البريطانيين يتصرفون بفروسية ونبل في عرض البحار، حيث تبين للباحثين أن عدد النساء اللاتي غرقن من على متن سفن كان قبطانها بريطانياً وكانت أغلب أطقمها من البريطانيين، كان أكبر من عدد الرجال الذين لقوا حتفهم جراء الغرق "حيث تأكد لنا أن ما حدث مع سفينة تيتانيك كان بالفعل استثناء من أكثر من وجه وأنه غذى عدة تصورات خاطئة للبشر عن السلوك البشري أثناء الكوارث".
(ع.ع./ د ب أ)
مراجعة: عماد غانم