دراسة تحذر من خطر ثوران بركاني يهدّد نصف مليون في أوروبا
١٠ يونيو ٢٠٢٣حذرت دراسة إنجليزية إيطالية نُشرت نتائجها مؤخراً من أن خطر ثوران بركاني في منطقة كامبو فليغري (الحقول الفليغرية) قرب مدينة نابولي الإيطالية، وصل إلى مستوى غير مسبوق، ما يهدد نصف مليون شخص.
ويعود آخر ثوران لبركان كامبو فليغري، الأقل شهرة من بركان فيزوف الذي مسح بومبي من الخريطة قبل حوالى ألفي عام، إلى سنة 1538. ويعرّض هذا النشاط البركاني مئات آلاف السكان لطوفان من الحمم البركانية والرماد والصخور.
وقال ستيفانو كارلينو، المشارك في إعداد الدراسة التي أجرتها جامعة "يو سي ال" في لندن والمعهد الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين، ونشرت نتائجها مجلة "كومونيكيشنز إيرث أند إنفايرومنت"، لوكالة فرانس برس "إنه بركان خطير للغاية".
وأوضح الباحث المشرف على الدراسة كريستوفر كيلبورن من جامعة "يو سي ال" البريطانية "نحن لا نقول أن ثوراناً سيحدث، بل إن الظروف الملائمة لحصول ذلك باتت أقوى".
ويكتنز هذا البركان طاقة عنيفة لدرجة أن ثورانه قبل 30 ألف عام ساهم في انقراض إنسان نياندرتال، وفق بعض الفرضيات. وأدى تجدد النشاط في أوائل ثمانينيات القرن الماضي إلى إجلاء 40 ألف نسمة، لكن لم يتم الحديث عن البركان منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، فإن عشرات الآلاف من الزلازل الصغيرة التي حدثت في خمسينات القرن الماضي أضعفت الكالديرا (البحيرات البركانية)، وهي منخفضات بركانية ذات قاع مسطح، وقد "استُنزفت أجزاء منها حتى وصلت إلى نقطة الانهيار تقريباً"، وفق الدراسة.
تسببت هذه الهزات، التي ازداد عددها منذ عام 2019، في زعزعة الطبقات الجوفية، وارتفعت منطقة بوتسولي التي يقع عليها البركان أربعة أمتار على مدى عقود.
ويشير الباحثون إلى أن تأثيرات نشاط البركان "تراكمية"، لذلك ليس من الضروري أن تزداد شدة هذا النشاط بشكل كبير لزيادة احتمالية حدوث ثوران بركاني.
ولفتوا إلى أن "الثوران البركاني المحتمل يمكن أن تسبقه إشارات ضعيفة نسبياً، مثل مستوى متواضع من ارتفاع الأرض، وعدد أقل من الزلازل".
واستشهدوا بمثال بحيرات رابول البركانية في بابوا غينيا الجديدة، التي ثارت عام 1994 فيما الهزات التي سبقت ذلك كانت أقل بكثير من تلك التي حصلت خلال ثوران سُجل قبل ذلك بعشر سنوات.
ومع ذلك، فإن احتمال حدوث ثوران بركاني هائل "منخفض للغاية"، وفق ستيفانو كارلينو الذي يشير إلى أن "الأمر الأكثر احتمالا هو حصول حالات ثوران صغيرة". إلى ذلك، حتى في حالة تمزق القشرة، "يجب أن تعود الصهارة للارتفاع إلى المكان الصحيح"، على ما يؤكد كريستوفر كيلبورن.
يينما يوضح ستيفانو كارلينو "إذا لم نستطع أن نتكهن على وجه اليقين بما سيحدث، فما يهم هو الاستعداد لأي احتمال".
ويعيش نصف مليون نسمة في منطقة شديدة الخطورة، فيما يقيم 800 ألف آخرين في منطقة أقل خطورة. وفي حالة الإنذار، تنص خطة السلطات المحلية على إجلاء السكان بوسائل النقل العام. وتتم كل شهر مراجعة مستوى التنبيه (أخضر، أصفر، برتقالي، أحمر). وتقول المتحدثة المحلية جوردانا موبيليو لوكالة فرانس برس "حاليا في بوتسولي مستوى التأهب أصفر". وتؤكد "لدينا قناة اتصال مستمرة مع سكان المدينة الذين نبلغهم بأي هزات أرضية" تفوق قوتها 1,5 درجة على مقياس ريختر.
إ.ع/خ.س (أ ف ب)