ختام قمة الـ20: خلاف أميركي روسي حول سوريا وميركل تشيد بتقدم اقتصادي
٦ سبتمبر ٢٠١٣انضمت عشر دول من مجموعة العشرين إلى الولايات المتحدة في بيان اليوم الجمعة (6 من سبتمبر/ أيلول 2013) يدين استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري وقالوا إنهم يؤيدون الجهود الدولية لإنفاذ تحريم استخدامها. والدول العشر هي أستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا وتركيا.
ودعت الدول العشر وأمريكا في بيانها: "إلى استجابة دولية قوية لهذا الانتهاك الخطير لقواعد وضمير العالم الذي سوف يرسل رسالة واضحة أن هذا النوع من الوحشية لن يتكرر. يجب محاسبة كل من ارتكبوا هذه الجرائم".
وقالت الدول " تؤيد الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة ودول أخرى لتعزيز حظر استخدام الأسلحة الكيماوية". ولكن الإعلان لم يقر بالتحديد على رد عسكري أو يلزمهم بمساعدة أو دعم لهجوم بقيادة الولايات المتحدة. واتفقت الدول الأوروبية على أنها ستواصل العمل باتجاه اتفاق مشترك.
من جانبه، أقرَ الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس لتدخل عسكري ضد سوريا، بينما سيناقش النواب الأميركيون المسألة اعتبارا من الاثنين. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ اليوم الجمعة "كنت أعلم أن الأمر سيكون صعبا"، مقرا بتحفظات الأميركيين في بلد "في حالة حرب منذ أكثر من عشر سنوات الآن". وقال الرئيس أوباما على هامش قمة العشرين، إن العالم لا يمكن أن يقف متفرجا إزاء الوضع في سوريا. ورفض القول ما إذا كان سيقرر شن ضربات في حال رفض الكونغرس. وقال أوباما إنه يتوقع أن يتوجه الثلاثاء بخطاب هام إلى الأمة الأمريكية.
خلاف أميركي روسي متواصل حول سوريا
ورغم لقاء جمع الرئيسين أوباما وبوتين، فإن وجهات النظر بينهما حول الملف السوري ما تزال متباينة، فقد قال الرئيس الروسي اليوم الجمعة إن بلاده ستساعد سورية في حال تعرضها لضربة عسكرية من الخارج. وأضاف في مؤتمر صحفي بمدينة سان بطرسبرغ "سنواصل تقديم المساعدات لسورية، بما في ذلك الأسلحة"، وفقا لقناة "روسيا اليوم". وتابع إن استخدام القوة ضد دولة أخرى محظور إلا للدفاع عن النفس أو بقرار من مجلس الأمن الدولي وقال الرئيس الروسي إن جميع ما جرى بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية هو استفزاز من المسلحين الذين يأملون بدعم خارجي.
واستطرد إن الولايات المتحدة ستضع نفسها خارج القانون في حال تنفيذها عملية عسكرية ضد سوريا، متابعا "اتفقنا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عقد لقاء بين لافروف وكيري قريبا". وأردف الرئيس الروسي إن هناك عدم اتفاق مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن سورية "إلا أننا سنعمل على تحسين علاقاتنا".
وقال الرئيس بوتين اليوم الجمعة إنه اجتمع مع الرئيس أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين. وقال بوتين في مؤتمر صحفي إنهما انخرطا في حديث غير رسمي لفترة تتراوح ما بين 20 إلى 30 دقيقة. وناقش الزعيمان القضية السورية، لكنهما لم يتطرقا إلى قضية مسرب المعلومات الاستخباراتية الأمريكي إدوارد سنودن. وأضاف بوتين إنه جرى الاستماع إلى وجهة نظر كل منهما الآخر ولكنهما لم يتفقا بشأن المسألة السورية.
بينما عبر الرئيس أوباما اليوم الجمعة عن تقديره لمساندة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند القوية للتحرك العسكري ضد سوريا بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية. واجتمع أوباما مع أولاند على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرغ الروسية. وقال أولاند للصحفيين إن هناك حاجة إلى تشكيل أكبر تحالف ممكن للتحرك ضد سوريا وإن عدم الرد قد يسمح بوقوع هجمات أخرى من هذا النوع.
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الجمعة أن فرنسا لن تستهدف سوى أهداف عسكرية في حال تم توجيه ضربة إلى سوريا. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ "بالنسبة إلى فرنسا سنحرص فقط على استهداف أهداف عسكرية لتجنب تمكين (بشار الأسد) من الإيحاء بسقوط ضحايا مدنيين".
ميركل ترحب بـ"تقدم كبير" في الملفات الاقتصادية
وبخلاف الحال مع الأزمة السورية التي ثارت بشأنها خلافات بين قادة الدول المشاركين في القمة، أبدت دول مجموعة العشرين، بعض التعاون في القضايا الاقتصادية على الأقل ومن بينها التهرب الضريبي أو معالجة مشاكل الدول الناشئة.
وقد عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة عن ارتياحهما لهذا التعاون ونسيا للحظة الانقسامات بشأن تدخل عسكري ضد سوريا تدعمه باريس وترفضه برلين.
وقال أولاند خلال اجتماع عمل خصص لقطاع الوظائف "هناك توافق كبير في الحوار في مجموعة العشرين هذه". وأضاف إن "هدفنا المشترك هو النمو".
من جهتها، رحبت ميركل "بالتقدم الكبير" للقوى الاقتصادية العظمى حول مسألة التهرب الضريبي وتهرب الشركات المتعددة الجنسيات من دفع الضرائب. وقالت "إنه موضوع يطال الناس. من جهة نكافح ضد البطالة ومن جهة أخرى هناك شركات مزدهرة جدا لا تدفع الضرائب في أي مكان".
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي لوكالة فرانس برس إن القمة تجري "بتوافق" في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية الكبرى. وأضاف على هامش اللقاء "بالمقارنة مع الوضع قبل عام واحد مناخ التغيير واضح". وتشكلت مجموعة العشرين لتكون منتدى للمناقشات الاقتصادية والمالية. لكن الأزمة السورية طغت على هذا الجانب في هذه القمة.
م.س / ف.ي ( أ ف ب، د ب أ، رويترز)