خبراء: جيش لبنان لايتمتع بحصانة مطلقة إزاء تأثير حزب الله
٥ أغسطس ٢٠١٠
حذر داني ايالون مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم (الخميس الخامس من أغسطس 2010) في تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية مما أسماه "بحزبلة" الجيش اللبناني، معتبرا أن الأخير "بدأ يتصرف مثل حزب الله". وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه إذا ما تأكدت سيطرة حزب الله هذه، فسيتعين على الدولة العبرية التعامل بشكل مختلف مع الجيش اللبناني.
يورام بنور الصحافي في القناة الإسرائيلية الثانية والمهتم بالشؤون اللبنانية اعتبر في حوار مع دويتشه فيله أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي تعكس "قلقا حقيقيا داخل الرأي العام الإسرائيلي بعد الحادث الدموي الأخير".
أسباب القلق الإسرائيلي
ليس سراً أن إسرائيل تعتبر حزب الله عدوها الأول، وترى فيه يداً إيرانية ممدودة على حدودها الشمالية. وقد سبق أن شنت عليه صيف عام 2006 الحرب بعد خطفه جنديين إسرائيليين عند الحدود مع لبنان. ورغم أن حزب الله لم يشارك في المواجهات الأخيرة إلا أن الأمين للحزب، حسن نصر الله، أكد أنه يضع قواته تحت تصرف الجيش في أي مواجهة قادمة مع إسرائيل.
ويرى يورام بنور أن هناك عوامل أخرى تقلق إسرائيل منها أن "حوالي ستين في المائة من الجيش اللبناني تتكون من عناصر شيعية". وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن "قائد الكتيبة التاسعة في الجيش اللبناني التي شاركت في المواجهات الأخيرة هو من أصل شيعي ومعروف بمواقفه المتشددة ضد إسرائيل". إلا أن ما يقلق الجيش الإسرائيلي أكثر هو روحه القتالية فهو "لم ينهزم في أي معركة ضد إسرائيل، بل تقوى" على حد تعبير الخبير الإسرائيلي.
لكن الدكتور شفيق المصري، أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية، يقلل من أهمية العلاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله، مشيرا في حوار مع دويتشه فيله إلى "أنها ليست علاقة عضوية أو مؤسساتية". وأضاف أن "المادة 65 من الدستور اللبناني تنص على أن قرار السلم أو الحرب يوجد في يد الحكومة التي تتحكم في الجيش". إلا أن الخبير القانوني اللبناني أعترف بأنه "من الناحية العملية هناك حالات كثيرة بعيدة عن الدستور ومناقضة له، فالدستور يقضي بأن تبقى القوة الشرعية الوحيدة في يد القوات النظامية"، ويشير الدكتور المصري بذلك إلى حرب 2006 التي خاضها الحزب الشيعي.
مدى تأثير حزب الله على الجيش
لعل ما أجج المخاوف الإسرائيلية هي تصريحات نصر الله، حينما قال "في أي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل إسرائيل وتتواجد فيه المقاومة أو تطاله يدها فإنها لن تقف صامتة"، مهدداً بالقول "اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني سنقطعها". وهذا ما يجعل الخبير الإسرائيلي بنور يعتقد بأن "التأثير يجري في اتجاه معين وهو من حزب الله إلى الجيش اللبناني وليس العكس، بمعنى تأثير نصر الله وروحه القتالية على الجيش اللبناني". وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن الجيش اللبناني لا يريد أن "يظهر بمظهر جيش لبنان الجنوبي" الذي كان يتهم من طرف العرب بالعمالة لإسرائيل". وهذا ما أكده شفيق المصري ضمنيا حينما ذكََر بالعقيدة الجديدة للجيش اللبناني والتي تمت بلورتها بعد اتفاقية الطائف، وهي العقيدة التي تحدد صراحة إسرائيل كـ"عدو".
وهناك مخاوف من أن تنحو المؤسسة العسكرية اللبنانية نحو التشدد بتأثير من حزب الله. وفي هذا السياق انتقد ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الولايات المتحدة وفرنسا لأنهما "سلمتا أسلحة متطورة إلى الجيش اللبناني استخدمت في صدامات الثلاثاء ويمكن أن تصبح بين أيدي حزب الله"، حسب المسؤوب الإسرائيلي.
ويتفق الخبيران الإسرائيلي واللبناني على أن طبيعة الجيش اللبناني كمؤسسة عسكرية تراتبية تمثل الشعب اللبناني بكامله، مؤسسة لها وظائف يحددها الدستور وهي مختلفة تماما عن الجناح العسكري لحزب الله المنظم كميليشيا، كما لا يوجد، رسميا على الأقل تنسيق منظم ومؤسساتي بين الجانبين خصوصا وأن عددا من الأحزاب اللبنانية تطالب بنزع سلاح حزب الله وجعله تحت تصرف الجيش، إلا أن ذلك لايعد ـ في نظر الخبراء ـ ضمانة لحصانة مطلقة لمؤسسة الجيش اتجاه التأثيرات الإيديولوجية وغيرها لحزب الله والتي تعتبرها إسرائيل تأثيرات عدوانية تشكل خطرا على أمنها.
حسن زنيند
مراجعة: عبده جميل المخلافي