حقوقي سعودي: "الحوار مع الحكومة فشل ولا بديل عن التظاهر من أجل الإصلاح"
١٠ مارس ٢٠١١يبدو أن رياح التغيير التي تهب على الكثير من البلدان العربية في الآونة الأخيرة وصلت نسماتها إلى المملكة العربية السعودية. إذ تعددت الأصوات المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية في هذا البلد. ودعا ناشطون شباب على صفحات مختلفة على فيسبوك، مثل صفحة "الشعب يريد إصلاح النظام"، و"ائتلاف الشباب الأحرار"، و"ثورة حنين"، دعوا المواطنين السعوديين للخروج للتظاهر يوم الجمعة المقبل (11 مارس/آذار) للمطالبة بإصلاحات، أبرزها اعتماد "ملكية دستورية تفصل بين الملك والحكم". و" اعتماد دستور مكتوب يقر فصل السلطات"، والعمل على "الشفافية ومحاسبة الفساد". بالإضافة الى إجراء"انتخابات تشريعية، وضمان الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان".
سابقة في تاريخ البلاد
ويصف الحقوقي السعودي المقيم في لندن عبد العزيز خميس في حديث مع دويتشه فيله أن ما يحدث في السعودية "سابقة في تاريخ المعارضة في هذا البلد، لأن الاحتجاجات تعدت الأصوات الفردية إلى التنظيم في مجموعة وتكتلات، تعبر بشكل جماعي عن مطالبها".
وفي ظل هذا الحراك السياسي الذي تشهده المملكة السعودية، وخشيةً من أن تتسع رقعة الاحتجاجات والمظاهرات في البلاد لدرجة قد تصل بها إلى ما جرى في بلدان عربية أخرى، كتونس ومصر وليبيا، تعالت أصوات دينية وسياسية ترفض أسلوب الاحتجاجات والمظاهرات وتحرمها. ومن بين هذه الأصوات تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يوم الأربعاء (9 مارس/ آذار) بأن الحوار لا الاحتجاجات هو أفضل سبيل من أجل التغيير في المملكة العربية السعودية، محذرا من أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للسعودية.
ويشكك عبد العزيز الخميس في أن تحول مثل هذه التصريحات دون مواصلة الشباب السعودي مسيرته المطالبة بالإصلاح، وصرح بأن" المؤسسة الدينية لم تعد قوية حتى تحرم المظاهرات، وأن هناك مطالب سياسية واجتماعية آن الأوان للتعامل معها، خاصة وأن الشباب السعودي لا يطالب بإسقاط النظام و إنما بإصلاح النظام، بخلاف مع ما حصل في مصر وتونس".
"لا جهات أجنبية وراء المطالبين بالإصلاح"
وحول اتهامات النظام السعودي لجهات أجنبية تقف وراء التحريض على "زعزعة استقرار البلاد" في إشارة إلى إيران، حسب مراقبين، يقول عبد العزيز خميس إنه لا يرى أساسا لهذا الإدعاء ويعتبر أن عدم كشف الجهة الواقفة وراء دعوات الاحتجاج عن وجهها لا يعطي الحق بوصفها أنها مدفوعة من جهات أجنبية وإنما السبب في ذلك هو خوف الناشطين من التعريف بأنفسهم كي لا يتم اعتقالهم. والانتظار إلى ما ستؤول إليه هذه الاحتجاجات كما حصل في مصر مع مجموعة خالد سعيد. وأضاف خميس:" حتى لا أكتمكم سرا، فإنني أعرف بعض الشخصيات التي تقف وراء هذه الدعوات وأنا على تواصل معها من لندن، وهي ليست جهة شيعية وإنما شباب سعوديين سنة قاطنين في الرياض وجدة".
أما بخصوص اللجوء إلى الحوار بدل التظاهر كما دعا إلى ذلك الأمير سعود الفيصل اليوم، فهو أمر في نظر خميس لن ينجح، لسبب بسيط وهو أن الحوار، في نظره، يجب أن يكون بين قوتين متكافئتين وأضاف:" الحوار الوطني بدأ منذ سنوات طويلة لكنه لم يثمر شيئا، وأن الشباب السعودي لم يخرج للشارع إلا لعلمهم أن الحوار مع الحكومة فاشل، وأنه فقط أسلوب الضغط والاعتصامات السلمية والتظاهرات، هي التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث إصلاحات".
يذكر أن المملكة العربية السعودية لا تحظى بأي هيئة تشريعية منتخبة، باستثناء انتخابات بلدية جزئية نظمت للمرة الأولى في تاريخ البلاد عام 2005 واستثنيت منها المرأة اقتراعا وترشحا. وفي 2009 تم التمديد للمجالس البلدية سنتين إضافيتين ما أدى الى إلغاء الانتخابات التي كان يفترض أن تنظم في تلك السنة. مع العلم انه يحظر على المرأة في السعودية الاختلاط بالرجال بدون وجود محرم، كما لا يسمح لها بقيادة السيارة وبالسفر من دون موافقة ولي الأمر.
هشام الدريوش
مراجعة: هيثم عبد العظيم