حفتر..بطل إنقاذ لليبيا أم زعيم حرب مثير للجدل؟
٢٥ مايو ٢٠١٤ثلاث سنوات مرت على نهاية حقبة معمر القذافي في ليبيا..ثلاث سنوات لم تهدأ فيها البلاد، فحتى الآن لم يتم عمل دستور جديد للبلاد، كما أن الحكومة الانتقالية لم تنجح في موازنة السلطة بين المدن والقبائل والمناطق المختلفة. ومدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة الثورة ضد القذافي عام 2011، أوضاعا أمنية صعبة.
بدأت فصول الأزمة الأخيرة عندما بدأ اللواء المتقاعد خليفة حفتر وما يعرف بـ"الجيش الوطني" حملة ضد "جماعات إسلامية متشددة" في بنغازي. امتدت الاضطرابات إلى العاصمة طرابلس كما اقتحم أنصار حفتر المؤتمر الوطني العام (البرلمان).
الانتخابات كحل للأزمة؟
ووسط هذه الأوضاع أخذت قطاعات كبيرة من الشعب الليبي تفقد ثقتها في البرلمان المنتخب في تموز/يوليو 2012 بشكل متزايد، كما أن الحكومة باتت تقريبا شكلية وبدون أي سلطة، كما يرى غونتر ماير من مركز الأبحاث العربية في مدينة ماينز الألمانية. وتجنبا لوقوع حرب أهلية في البلاد، حددت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا يوم الخامس والعشرين من حزيران/يونيو المقبل كموعد لانتخابات مجلس النواب الذي سيتسلم السلطة من المؤتمر الوطني. كان من المفترض أن يحل المؤتمر الوطني في شباط/فبراير الماضي إلا أنه قرر تمديد ولايته حتى كانون أول/ديسمبر. من جانبه طالب حفتر أنصاره بتشكيل قيادة سياسية جديدة لتنظيم شؤون البلاد، بعد فشل البرلمان، وفقا لمعلومات إعلامية.
ميدانيا تقول قوات حفتر إنها تطارد ميليشيات متطرفة وداعميها من نواب المؤتمر الوطني. وأعتبر رئيس الوزراء الليبي المعزول علي زيدان في تصريحات لـ DWإن حفتر "ظاهرة الشعب الليبي كله" وليس ظاهرة شخصية.
حفتر شخصية مثيرة للجدل
كان حفتر قد دعا في بيان متلفز في شباط/فبراير الماضي إلى تعليق عمل البرلمان والحكومة الانتقالية وتشكيل لجنة رئاسية، لكن الأمر لم يؤخذ حينها بشكل جدي من قبل حكومة علي زيدان. ولكن منذ ذلك الوقت بدأ حفتر في الحصول على دعم من شخصيات عديدة من بينها وزير الثقافة حبيب الأمين. ويبرر مؤيدو حفتر موقفهم هذا برغبتهم في عدم ترك البلاد مرتعا للـ"إرهابيين والمتطرفين".
حفتر ليس ورقة بيضاء بالنسبة لليبيين فقد عرف كقائد عسكري خلال فترة حكم القذافي كما قاد الحرب التي دارت نهاية سبعينات القرن الماضي بين ليبيا وتشاد. لم يدعم القذافي القائد العسكري حفتر عندما تم أسره بعد الهزيمة في الحرب. وبعد تحريره حصل حفتر على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة لتنتشر بعض المعلومات حول صلته بالمخابرات الأمريكية.
دعم سعودي مصري لحفتر؟
عاد حفتر إلى ليبيا بعد اندلاع الثورة في شباط/فبراير 2011 وساعد في تشكيل مقاومة عسكرية في بنغازي. ويعتبر غونتر ماير أن حفتر تصدى للقذافي "كأحد أهم قادة المتمردين". وفي الوقت الذي كان يحظى فيه حفتر بثقة المجلس الثوري الانتقالي في بنغازي، إلا أن عناصر الإسلاميين لم يثقوا فيه بسبب ما كان يثار حول صلته المحتملة مع المخابرات الأمريكية علاوة على قلقهم من شعبيته.
كان حفتر طرفا في الصراع حول قيادة الجيش فقد كان من المفترض أن يتولى بناء القوات الليبية بعد الثورة بسبب خبرته العسكرية لكن هذا الحلم بعد صدور قانون العزل الذي أقر صيف عام 2013 وينص على حظر تولي القيادات التي عملت في عهد القذافي أي مناصب سياسية أو قيادية. يرى الخبير غونتر ماير أن هذا القانون جعل حفتر يشعر بالإقصاء علاوة على أن بعض النواب من التيار الإسلامي حاولوا منع صعوده السياسي.
نجح حفتر الآن في تشكيل وحدة مسلحة يقول إن هدفها هو التصدي للإسلاميين في البلاد. وتشير مصادر إسلامية إلى أن حفتر سيحصل على دعم من السعودية ومصر.