"حضور متقي مؤتمر ميونيخ فجأة ربما كان لجس نبض القوى الكبرى"
٧ فبراير ٢٠١٠لم يكن اسمه مدرجا على قائمة المدعوين ولم تكن مشاركته مقررة في برنامج مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية، ومع ذلك أستطاع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، الذي برز فجأة في المؤتمر، أن يشعر بالتأكيد بأهميته الكبيرة. فقد أحتل أبرز العناوين في وسائل الإعلام وحدد مسار المحادثات في أروقة الفندق الذي يستضيف المؤتمر.
ولإعطاء مهندس الدبلوماسية الإيرانية المنبر للتحدث بشكل مطول ومفصل اضطر المؤتمرون إلى عقد جلسات ليلية طويلة. وفي ساعة متأخرة من الليل أعلن متقي أمام المؤتمرين أن بلاده ملتزمة بالقوانين الوطنية والدولية، وكلما أسهب في مدح حكومته، كلما اتسعت علامات الإحباط والسخط على وجوه الكثير من المستمعين لحديثه.
متقي لم يكشف أوراقه
الأكيد أنها خطوة إيجابية لمؤتمر ميونيخ أن يكون قد أعطى كبير الدبلوماسيين الإيرانيين الفرصة للحديث في منتدى عام. واستنادا إلى الشعار، الذي يقول إنه "لا يمكن الوصول إلى حل إلا من خلال الحوار"، دافع كل من منوشهر متقى وكارل بيلت، وزير الخارجية السويدي الذي يمثل الوقف الأوروبي، عن مواقفهما المتضاربة.
ولكن للأسف لم يفض هذا الحوار إلى شيء. ذلك أن متقي لم يكشف أوراقه كما لم يقدم أية تنازلات، متمسكا في الوقت نفسه بأن إيران هي من يملي الشروط إذا تم تخصيب اليورانيوم المخصص لمفاعل البحث العلمي في طهران خارج أراضيها. وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما الهدف وراء إرسال الحكومة الإيرانية لوزير خارجيتها بصفة مفاجئة إلى ميونيخ؟
جس نبض القوى الكبر؟
ربما كانت طهران تسعى من وراء ذلك إلى اختبار مدى جدية تهديدات الولايات المتحدة وأوروبا بتشديد العقوبات على إيران ومدى استعداد أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين للموافقة عليها. الأكيد أن متقي قد تأكد أن هذا الاحتمال ليس كبيرا في الوقت الراهن. ففي الوقت الذي يشعر فيه جزء من العالم بالهلع لمجرد التفكير في احتمال صنع إيران لقنبلة ذرية، تدعو دول أخرى إلى الاتسام بالصبر ومواصلة التفاوض.
وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه، فلا داعي لطهران أن تخشى شيئا. وهكذا بإمكانها الاستمرار في مماطلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي الوقت نفسه تطوير برنامجها النووي.
تعليق: نينا فيركهويزر
مراجعة: عبده جميل المخلافي