حراك دبلوماسي مكثف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
٧ يناير ٢٠٠٩في إطارر المساعي الرامية إلى صياغة مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس اجتمع مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء لمناقشة مبادرة مصرية، تدعو طرفين النزاع إلى إجراء مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار "خلال الساعات المقبلة". ومن المقرر أن يجتمع المجلس في الساعة 11 بتوقيت نيويورك من اجل مواصلة نقاشاته حول الخطة.
وتشكل هذه الدعوة بحسب الرئاسة الفرنسية المرحلة الأولى من خطة سلام مشتركة فرنسية ومصرية. ويتمحور نص مشروع القرار حول خمس نقاط، تتمثل في وقف إطلاق النار والسّماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين واستئناف عملية السلام وتطبيق آلية متابعة للتهدئة ووقف إطلاق النار. وفي تطوّر آخر أشار وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذي ترأس جلسة مجلس الأمن، إلى أن حكومته تنتظر رد إسرائيل اليوم الأربعاء على الاقتراح المصري- الفرنسي. يُذكر أن الجيش الإسرائيلي أوقف عملياته العسكرية لمدة ثلاث ساعات "لدواع إنسانية"، كما قال المتحدث العسكري الإسرائيلي بيتر ليرنر لوكالة الأنباء الفرنسية.
اتصالات مستمرة
من جهة أخرى قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تجري محادثات مع مصر ودول غربية بشأن الاقتراح الذي قدمته القاهرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووصفوا الخطة بأنها "آخذة في التبلور". ونقلت وكالة رويترز عن، مارك ريجيف المتحدث باسم أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله: "هناك اتصالات مستمرة مع الأطراف المعنية بشأن أبعاد تهدئة ملموسة يجب أن تتضمن وقفا كاملا لكل النيران المعادية التي تطلق من غزة على إسرائيل وانتهاء تام لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة." كما تطالب إسرائيل بنشر قوة دولية متخصصة للبحث عن الأنفاق وتدميرها على طول الحدود بين غزة ومصر لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها.
إمكانية مشاركة ألمانية في مهمة دولية في غزّة
وعلى صعيد آخر، أثارت فكرة إرسال قوة أممية إلى قطاع غزة لحلّ الأزمة هناك نقاشا في ألمانيا حول إمكانية مشاركة جنود ألمان فيها. وأشار ممثلون بارزون عن أهم الأحزاب السياسية الألمانية إلى إمكانية مشاركة جنود ألمان في مهمّة دولية محتملة في قطاع غزة بهدف وقف إطلاق النار. وقال المُتحدث باسم الكُتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي لشؤون السياسة الخارجية غيرت فايسنكيرشين: "ينبغي على الجنود الألمان المشاركة في المهمة، إذا كانت هذه هي رغبة أطراف الصراع"، نقلا عن مقال نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الالكتروني.
من جهته لم يستبعد إيكارت فون كلادن، خبير في السياسة الخارجية لدى الحزب المسيحي الديمقراطي، إمكانية مشاركة الجيش الألماني في مهمة لتأمين السلام في المنطقة، كما أوردت المجلة الألمانية. بيد أن فون كلادن لفت في الوقت نفسه أن المناقشات في هذا الشأن تعني تقديم استباق الأحداث، مؤكّدا على أهمية كسب موافقة أكبر عدد ممكن من الدول الإسلامية على المشاركة في مهمة مراقبة في المنطقة.
من جهة أخرى قوبلت هذه الفكرة بمعارضة خبراء السياسة الخارجية في الحزب الديمقراطي الحر وحزب اليسار. فقد أعرب فولفغانغ غيركيه، ممثل الكتلة اليسارية في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، عن تحفّظه حول إمكانية المشاركة الألمانية في مهمة في قطاع غزة، وأشار في هذا السياق إلى ذلك قد يهدّد دور الوساطة الذي تلعبه ألمانيا ويحترمه طرفا الصراع في المنطقة.