جنازة دولة لوزير الخارجية الألماني الأسبق غينشر
١٧ أبريل ٢٠١٦تجري في مدينة بون الألمانية اليوم الأحد (17 أبريل/نيسان 2016) مراسم جنازة رسمية لوزير الخارجية الألماني الأسبق هانس-ديتريش غينشر الذي وافته المنية في 31 من مارس/آذار 2016 عن سن 89 عاما.
ومن المقرر أن يلقي في هذه المناسبة الرئيس الألماني يواخيم غاوك خطابا، وكذلك رفيقه السياسي وخلفه كلاوس كينكل بالإضافة إلى وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر ورجل الدين البروتستانتي فريدرش شورليمر. يذكر أن مراسم التأبين الرسمية لا تُقام إلا لبعض الشخصيات السياسية الألمانية المتميزة، كانت آخرها مراسم تأبين المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت في نوفمبر/كانون الأول الماضي.
وكان هانس ديتريش غينشر قد قاد الدبلوماسية الألمانية خلال عشرين عاما وحظي بتأثير لا مثيل له خلال فترة الحرب الباردة. كما لعب دورا رئيسيا في اعادة توحيد بلاده في 1990. وخلال السنوات الـ18 التي شغل فيها منصب وزير الخارجية (من 1974 الى 1992)، بذل غينشر جهودا لتقريب جمهورية ألمانيا الاتحادية من أوروبا الشرقية الشيوعية ورفض شيطنة العدو السوفياتي وتفاوض حيث كان ذلك ممكنا بهدف إنهاء الحرب الباردة والسباق إلى التسلح الذي تصدرته الالمانيتان.
وقد بلغ أوج النجاح في حياته المهنية بعد عام على ذلك وبالتحديد في ايلول/سبتمبر 1990 بمعاهدة "اثنان زائد اربعة" التي حررت بلاده من وصاية الأميركيين والسوفيات والفرنسيين والبريطانيين التي فرضت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبعد 15 يوما على توقيع معاهدة موسكو هذه اعيد توحيد ألمانيا.
وغينشر من الشخصيات التي بقيت تتمتع بشعبية كبيرة في بلده وكان يجسد صوت العقل ويدعو بلا كلل نظرائه الغربيين إلى اتباع سياسة "انفراج فعلي" حيال موسكو.
وفي عام 1992 استقال غينشر من الحكومة، لكنه بقي نشيطا في مجلس النواب لسنوات واستخدم في الكواليس اتصالاته مع موسكو. وفي 2012 و2013، لعبت دبلوماسيته السرية دورا حاسما في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالافراج في كانون الاول/ديسمبر 2013 عن قطب النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي المعارض المسجون منذ عشر سنوات. وشكلت هذه الخطوة نجاحا مدويا للدبلوماسية الألمانية.
ش.ع/ م.س ( د ب أ، أ ف ب ، DW)