جمعية المسلمين المثليين في فرنسا ومحاولات إثبات الذات
٣٠ أكتوبر ٢٠١٢لم يكن من الصعب الوصول إلى محمد زاهد لودفيك مؤسس جمعية للمثليين المسلمين في باريس. وبمجرد الاتصال به كان الرجل مستعدا للإجابة فورا عن كل الأسئلة. وفي هذا المجال قال محمد لموقع DWعربية بنوع من الحماسة: "إنه من الجميل الحديث إلى وسائل إعلام ناطقة بالعربية، فأغلب ما كتب عنا هو بلغات أجنبية"، يقول محمد زاهد ذي 35 سنة بلغة فرنسية رفيعة. فمحمد هو فرنسي من أصل جزائري، جاء محمد إلى باريس في سن الثالثة وكان الابن الثاني لعائلة مكونة من 3 أولاد.
في سن الثامنة أدرك محمد أن له ميولا جنسية نحو الذكور، ولم يكن سهلا عليه مواجهة أهله بحقيقتها. وعندما اعترف لوالده وأخيه بحقيقة أمره، تعرض محمد للتعنيف الشديد. ويقول عن هذه الفترة لموقع DW عربية: "لقد تلقيت أنواعا من الإهانة اللفظية من والدي الذي كان يصفني بالفتاة، أما أخي الأكبر فقد اعتدى علي بالضرب وكسر أنفي".
الزواج من صديق جنوب إفريقي
في سن 17 قرر محمد أن يتخلى عن الديانة الإسلامية، وفي هذا الإطار يقول: "كنت أعتقد أن ميولي الجنسية تتعارض مع الإسلام". فبدأ رحلة البحث في الأديان الأخرى وقام بعدة أسفار إلى دول في شرق آسيا، حيث تعرف أكثر على الديانة البوذية، بيد أنه لم يقتنع بها تماما.
بعد رحلة البحث هذه بدأ محمد يعود شيئا فشيئا للديانة الإسلامية، التي اخذ يتعمق فيها أكثر فأكثر. فقام لأول مرة بأداء فريضة الحج، وعن ذلك يقول: "بالإضافة إلى الحج زرت الأماكن المقدسة أربع مرات لأداء العمرة".
في فبراير/ شباط الماضي تزوج محمد زاهد من صديقه الجنوب إفريقي، وهو الزواج الذي يظل رمزيا فقط، لأن القوانين الفرنسية لا تعترف بزواج المثليين حتى الآن. وحسب محمد فإن عائلته بدأت تتفهم شيئا فشيئا ميوله الجنسية، وخاصة والدته، التي "رحبت نسبيا بقرار زواجه، واعتبرته أفضل الحلول"، والكلام لمحمد بالطبع.
دفاع مستميت
ويدافع محمد بشكل مستميت عن مواقفه وتصوره لموقف الإسلام من المثلية الجنسية معربا عن اعتقاده بأن "الإسلام يتعارض مع المثلية الجنسية". هذه الفكرة شدد عليها كثيرا في حواره معDW عربية رغم معرفته بأن المثلية الجنسية ممنوعة في كل الدول العربية والإسلامية. ولم يكتف محمد بالدفاع عن المثلية الجنسية بل أقدم على تأسيس جمعية للمثليين المسلمين في باريس مع وجود فرع في ليون.
أما عن الأسباب التي دفعته لتأسيس هذه الجمعية، فيجيب بأن لديه أسبابا أخرى بالإضافة إلى الدوافع الشخصية. ويشرح محمد لـ DWعربية هذه الأسباب والدوافع بالقول: "انتشار الإسلاموفوبيا في المجتمع الفرنسي، دفعني أيضا إلى تأسيس الجمعية، نريد أن نبدي للآخرين أن الإسلام ليس متعصبا".
وحسب محمد فإن الجمعية تقوم بعدة أنشطة وورش عمل في مجالات مختلفة كالصحة ومحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز) وتنظيم رحلات جماعية لأعضائها ومناصريها إلى الأراضي المقدسة. كما تقوم الجمعية بشرح تصورها للإسلام "دون محاولة فرض رأي معين على الآخرين ....المهم هو أن نكون متواجدين في المجتمع".