جامعة الرور في بوخوم - جامعة نموذجية
١٦ أغسطس ٢٠١١لم يكن من السهل على بوخوم التحول من قلب ألمانيا الصناعي إلى منطقة تُركز على التعليم والبحوث العلمية، ولكن سكان المدينة يشعرون اليوم بالفخر بجامعتهم النموذجية. تأسست جامعة الرور في بوخوم (RUB) في عام 1965 وهي تعتبر من بين أكبر عشر جامعات في ألمانيا. وقد حصدت العديد من الجوائز منها جائزة "أفضل معهد تطبيقي" أو فوزها في المنافسة على أفضل مشروع علمي لتشجيع النساء في مجال الأبحاث.
وفيما يخص الأبحاث تلعب جامعة الرور في بوخوم دورا كبيرا في مجالات العلوم العصبية وعلوم فيزياء المواد وأبحاث مادة البلازما وكذلك في مجال تقنيات الطاقات المتجددة. وحققت الجامعة انجازا رائدا في عام 1975 عبر تأسيس ما يسمى بمركز العلاقات الجامعية والذي تحول لاحقا إلى شركة تُعنى بتنظيم العلاقة بين الأبحاث العلمية من جهة والاقتصاد من جهة أخرى، وبما يمكن قطاع الصناعة وخصوصا الشركات الصغيرة والمتوسطة فيه من الاستفادة من نتائج أبحاث الجامعة، وهو ما أصبح نموذجا تحتذي به الجامعات الأخرى.
حزمة من التخصصات المتداخلة
تغطي تخصصات جامعة الرور في بوخوم جوانب واسعة من العلوم الطبيعية والهندسية والاجتماعية والتي تُدرس في عشرين كلية تُقدم 120 تخصصا للبكالوريوس والماجستير. ولكي لا تقتصر مهارات الطلبة على مجال تخصصهم فقط ومن أجل اكتساب نظرة شمولية، تهتم جامعة الرور في بوخوم بالتداخل والتكامل بين التخصصات حيث يمكن الربط والجمع بين جميع المواضيع، بل ويمكن تطبيق هذا المبدأ بين كليات مختلفة وذلك بفضل اتحاد جامعات منطقة الرور الذي تأسس عام 2007 مع الجامعتين المجاورتين في دورتموند وديسبورغ- أسن.
وفيما يتعلق برعاية الطلبة الأجانب، تولي بوخوم اهتماما كبيرا بما يدعي بـ "عملية بولونيا" والتي تسعى الدول الأوروبية من خلالها لتوفير مناخ جامعي مشترك. ولذا فإن بعض التخصصات في جامعة الرور في بوخوم تراعي الطلبة الأجانب بشكل خاص. فالدروس والامتحانات تُجرى جزئيا أو حصريا باللغة الانجليزية. كما يحصل الطلبة الأجانب كذلك على رعاية خاصة من قبل المكتب الأكاديمي للشؤون الخارجية والذي يقدم المساعدة للدارسين الأجانب البالغ عددهم 4 آلاف في جميع القضايا والمشاكل.
مدينة داخل مدينة
تقع جامعة الرور في بوخوم وسط مساحات خضراء، ومع ذلك يمكن الوصول إليها من مركز المدينة خلال بضع دقائق بواسطة ميترو الأنفاق. صحيح أن مباني الجامعة المشيدة من الاسمنت المسلح وفقا لطراز الستينات لا يعجب أذواق الجميع، إلا أن جامعة بوخوم تتميز بقصر الطرق فيها حيث لا يحتاج المرء لقطعها مشيا على الإقدام سوى لزهاء خمس عشرة دقيقة. وحولها توجد الكثير من المباني السكنية ذات الإيجار المنخفض، إضافة إلى المركز الجامعي الذي يحتوي على محال تجارية وعيادات طبية ومطاعم وحانات.
المتعة لا تفسد للعلم قضية
إلى جانب حفلات الأقسام المختلفة في السكن الجامعي تهيأ اللجنة الطلابية "أستا" وكذلك مبادرة طلاب بوخوم الثقافية والمكتب الثقافي لشبكة بوخوم الطلابية ظروفا جيدة لقضاء أوقات الفراغ من خلال تنظيم الحفلات الموسيقية والحلقات النقاشية والأيام المسرحية والسفرات للطلبة. وتستضيف قاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة الفرقة السمفوينة وفنانين آخرين بشكل منتظم. كما يوجد في الحرم الجامعي متحف يضم مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، فضلا عن تنظيم دورات في فن الرسم والنحت والتصوير في مركز الفنون التابع للجامعة والفريد من نوعه في ألمانيا. ومن أراد الخروج إلى الطبيعة فلا يحتاج إلا لبضع خطوات ليصل إلى المناطق الخضراء، ومن بينها حديقة النباتات النادرة الواقعة في غابة صغيرة خلابة إلى جانب الحديقة الصينية والتي توفر الراحة من متاعب الدراسة.
سوزانه كوردس
مراجعة: طارق أنكاي