تفاقم مأساة الآلاف من اللاجئين على الحدود مع مقدونيا
٦ مارس ٢٠١٦تقطعت السبل بنحو 13 ألفا من الرجال والنساء والأطفال منذ أيام في مخيم إيدوميني المجهز لاستيعاب 1500 شخص فقط. والأحوال بالغة السوء في المخيم المؤقت الذي يكبر حجمه يوما بعد يوم. واضطر المهاجرون للنوم في خيام خفيفة للغاية ولا توفر لهم الحماية في درجات حرارة تصل حد التجمد في شمال اليونان ومنصوبة في حقول يغمرها الماء والوحل.
ومع نقص الغذاء والإمدادات الأساسية يمضي هؤلاء أيامهم في صفوف طويلة على أمل أن يأتي دورهم ويسمح لهم بعبور الحدود إلى مقدونيا ومن هناك يتجهون إلى وسط وشمال أوروبا الأكثر ثراء.
وفيما تواصل البلدان الأوروبية مساعيها للاتفاق على موقف مشترك لقمة الاثنين، دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل السبت إلى "التضامن" الأوروبي مع أثينا.
وأعلنت ميركل في مقابلة الأحد مع صحيفة بيلد، "كان يتعين على اليونان تأمين 50 ألف مكان لإيواء اللاجئين قبل نهاية 2015". وأضافت أن "على الاتحاد الأوروبي تأكيد وقوفه إلى جانب اليونان ودعمها بطريقة تضامنية".
وبدأت منظمة أطباء بلا حدود السبت نصب الخيم لأكثر من ألف شخص إضافي، فيما ينام عدد كبير من المهاجرين في العراء، في حقول رطبة أو في حفر.
وفي الأيام الأخيرة، تظاهر سوريون وعراقيون أمام حاجز الأسلاك الشائكة الذي يمنع المرور إلى مقدونيا، على مرأى من شرطة مكافحة الشغب.
وقال السوري حسام (25 عاما) إن المهاجرين يعلقون أمالا كبيرة على القمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الاثنين في بروكسل. وأضاف "نحن هادئون لأننا نأمل في أن يتوصلوا إلى مخرج مشرف الاثنين وان يساعدونا على العبور. وإذا لم يحصل ذلك، لا اعرف ماذا سيحدث".
وتبني اليونان مراكز جديدة لاستقبال اللاجئين، لكن كثيرين منهم يفضلون التوجه إلى الحدود، آملين في مواصلة رحلتهم ويبقون عالقين فيها أسابيع.
وقدرت أثينا للاتحاد الأوروبي حاجياتها ب 480 مليون يورو، لاستقبال 100 ألف لاجئ. وتقول الأمم المتحدة إن من المتوقع أن يبلغ عدد اللاجئين العالقين في اليونان 70 ألفا في الأسابيع المقبلة.
وستنشر بلغاريا التي لم تبلغها حتى الآن موجات اللاجئين، أكثر من 400 جندي على حدودها مع اليونان، لتدارك احتمال ارتفاع عدد الواصلين، كما أعلن رئيس الوزراء بويكو بوريسوف.
وبلسان مستشارها فرنر فايمن، طلبت النمسا التي حددت في كانون الثاني/يناير حصصا لاستقبال طالبي اللجوء على أراضيها، من ألمانيا القيام بمزيد من الخطوات لتجنب استمرار جذب اللاجئين.
وخلال قمة الاثنين، يرغب الاتحاد الأوروبي في ان يقنع تركيا ببذل مزيد من الجهود لوقف تدفق اللاجئين، فيما تأمل أنقرة في المقابل في تسريع إجراءات انضمامها إلى أوروبا.
على صعيد آخر قتل 18 مهاجرا عندما غرق قاربهم في بحر ايجة أثناء محاولتهم العبور من تركيا الى اليونان، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء.
وقالت الوكالة إن حرس السواحل التركي أنقذ 15 مهاجرا من القارب الذي غرق قبالة ساحل بلدة ديديم جنوب غرب تركيا.
م.أ.م/ (أ ف ب، رويترز)