تعرّف على القاهرة عبر انستاغرام
٥ مارس ٢٠١٥تتجول الشابة هديل مجدي (@itsbumbledee) في شوارع القاهرة، تفكر كيف يمكنها أن تلتقط صورة لمشهد مألوف بطريقة جديدة، " أفكر في التصوير عندما أجد شيئا جديدا، أو عندما أنظر لشيئ ما من منظور مختلف، هذه هي وظيفة أي مصور أن يظهر المألوف بطريقة غير مألوفة"، تقول هديل التي بدأت في ممارسة التصوير منذ أربعة سنوات. وترى هديل بأن اختيار زاوية التصوير هو الأساس في خلق مشهد جديد في مكان ربما تراه كل يوم. " أجرب الكثير من الصور من مختلف الزوايا حتى أحصل على ما أريد ".
صور تحكي قصص الناس
إن وجود العنصر البشري في الصور يعطيها بعدا أعمق، عاصم عز العرب (@ebn_ezz) يبحث في القاهرة عن البشر وحكاياتهم، " الناس في مصر جديرون بالحب، ووجوهم تحكي الكثير عن حياتهم، بإمكانك التقاط قصة حقيقية من أعينهم، وأحيانا بإمكانك أن تخلق قصة في مخليتك، ثم تبحث لها عن مشهد مناسب" يقول عاصم.
في هذا السياق تفضل هديل التركيز على إظهار شخصية الإنسان في صورته، الشخص القوى يجب أن يبدو قويا، والشخص السعيد يجب أن يبدو سعيدا، تقول هديل : " أحاول أن أظهر انطباعي عن شخص ما في الصورة التي ألتقطها له. إحدى صديقاتي تمتلك شخصية قوية، وأردت أن أظهر هذا في صورتها". بينما تحاول هديل في الصورة الأخرى أن توثق فرحة إحدى صديقاتها.
قصص تضفي حيوية على الأمكنة
القاهرة واحدة من المدن التي تمتلك أبنية قديمة شاهدة على تغير الأزمان وما زالت تحكي قصصا متجددة. عاصم عز العرب يحاول أحيانا التقاط الصور لهذه الأبنية، مع أن القلائل يرحبون به في منزلهم لهذا الغرض. أميرة وولاء صاحبتا إحدى الشقق القديمة في شارع محمد فريد تتفهمان ما يفعله عاصم. " شقتهما من أحب الأماكن إلى قلبي، إنهما لطيفتان للغاية " يقول عاصم الذي يضيف " قصتهما محزنة، إنهما تناضلان للمحافظة على بيتهما، لأن صاحب المتجر المجاور يريد الإستيلاء عليه لتحويله إلى مخزن".
عندما يمتزج الإنسان والمكان فإن الصورة تكون أكثر حيوية حتى وإن كان المكان مهجورا. وعلى سبيل المثال فإن تعبيرات الوجه البشري وظلال الجسد تضيف الكثير من العناصر إلى المشهد حينما تظهر على حائط مجاور. يفضل عاصم عز العرب خلق مشهد جديد عوضا عن التقاط لحظة موجودة بالفعل. " بدلا من ألتقط صورة لصديقي واقفا، طلبت منه أن يقفز في الهواء وحاولت أن أظهره وكأنه معلق في أروقة مبنى مهجور". بهذة الطريقة تثير الصورة الكثير من الأفكار في الذهن كما يعتقد عاصم.
البحث عن الألوان
تعدد الألوان يصنع البهجة ويبعث على التفاؤل، فلم يكن أحب إلينا في طفولتنا من رؤية قوس قزح في السماء بمشهد مختلف ألوانه تسر الناظرين. أحمد الأبي مصور متخصص في التصوير المفاهيمي والبورترية المبتكر. زيارة واحدة لحسابه على انستاجرام (@ahmad_abi) تكفيك لتعرف مدى شغفه بالألوان. وعندما يلتقط صورا في القاهرة فإنه يبحث عما يحب. يقول أحمد " أنجذب إلى الألوان، أي شيئ ملون يلفت انتباهي، وعلى الفور أقرر أن ألتقطه".
تحرير الصور لإضفاء الطابع الشخصي
بعد التقاط أي صورة يحاول المصور وضع بعض التأثيرات عليها سواء باستخدام تطبيق انستاجرام أو أي تطبيق آخر، هذة التأثيرات قد تساعد في إيصال رسالة ما أو إضفاء حالة نفسية ما على الصورة. يقول أحمد الأبي : " أحاول من خلال التحرير أن أصل بالصورة إلى ما يشبهني ويشبه طريقتي في التصوير، لا أحب إضافة الفلاتر لكنني أعدل في الإضاءة والظل والألوان بالطبع".
بينما يستخدم عاصم عز العرب تطبيق VSCOCAM لإضافة المؤثرات على الصور، " من خلاله أستطيع إضافة العديد من الفلاتر التي تساعد في إضافة حالة نفسية ما إلى الصورة، بإمكاني إضاءة الأجناب أو تقليل إضاءتها". وأحيانا يستخدم عاصم أدوات أخرى لجعل الصور أكثر استقامة. تعديل التباين وتشبع الألوان أيضا يظهر العناصر بشكل أفضل.
تبادل الخبرات
منذ أيام قليلة، التقى عدد من محترفي استخدام تطبيق انستاجرام في مصر، لتبادل الخبرات وليحكي كل منهم حكاية مع التطبيق. كان من بينهم هديل وعاصم وأحمد. " نعرض دائما أفضل الصور لدينا في هذة اللقاءات " تقول هديل ، بينما يقول أحمد الأبي: " أغلبنا يعرف الآخر ودائما ما نلتقي وأحيانا نخرج لنصور سويا". يرى عاصم أن هذة اللقاءات قد غيرت الكثير في حياته، " هولاء الأشخاص غيروا الكثير في حياتي، أحبهم جميعا لهذا السبب".