تظاهرات البيئة: إبداعات "المتمردين" ضد خطر الانقراض
بعد أسبوع حافل بتظاهرات أدت إلى تعطيل الحركة ببضعة مناطق في العاصمة البريطانية، عبر أخيراً نشطاء البيئة في لندن ومدن أخرى حول العالم عن استعدادهم للتحول من "الإزعاج" إلى "الحوار".
منذ الخامس عشر من شهر أبريل/ نيسان، احتل متظاهرو مجموعة "تمرد ضد الانقراض" شوارع لندن ومدن أخرى لمطالبة حكومات العالم بالإعلان عن حالة طوارئ بيئية ومناخية. احتل المتظاهرون مناطق رئيسية بالمدينة لحث المسؤولين على العمل على خفض انبعاثات الغازات المتسببة في رفع درجات حرارة الأرض والوصول بها إلى صفر قبل عام 2025 ووقف الخسائر في التنوع البيئي وتكوين لجان شعبية بعضوية المواطنين للمناخ والعدالة البيئية.
أسست مجموعة من الباحثين الأكاديميين في المملكة المتحدة مجموعة "تمرد ضد الانقراض" العام الماضي، لتكون واحدة من أسرع الحركات البيئية نمواً في العالم. وتعترض المجموعة بطرق مُبتَكَرة خالية من العنف على انعدام التحرك الجاد لمواجهة التغيرات البيئية. ويقول المتظاهرون أن جوهر "تمردهم" هو تسبب البشر لأنفسهم في "انقراض جماعي".
لم يشارك الأمير هاري، دوق ساسكس، وزوجته ميجان ماركل بالاعتصام فوق جسر "واترلو" في لندن في الثامن عشر من شهر أبريل/ نيسان، إلا أن المتظاهرين استغلوا انتظار الدوق والدوقة لمولودهم الأول لتوجيه الشكر لمجموعة "تمرد ضد الانقراض" على إنقاذهم مستقبل طفلهم.
استخدم النشطاء أساليب متنوعة غير اعتيادية لجذب الانتباه وتوصيل وجهة نظرهم، فخلال الأسبوع قاموا بتعطيل المرور والتسلق على أسطح الباصات وإلصاق أجسادهم بالمباني. في الصورة شبان يتسلقون قطاراً في محطة "كاناري وارف" في السابع عشر من الشهر الحالي.
تسببت المظاهرت التي أدت إلى تعطيل الحياة اليومية لسكان لندن في إلقاء الشرطة القبض على أكثر من 800 متظاهر في العاصمة وحدها. سعى النشطاء إلى كسب الجمهور لصفهم، لكن لم يتجاوز المؤيدون للتظاهرات 36 في المائة من عينة شملت 3500 بريطانياً، في مقابل 52 في المائة عارضوها، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة "يو-جوف" لدراسات الرأي.
جذبت تظاهرات "تمرد ضد الانقراض" انتباه العالم لها في الأول من الشهر الحالي، أثناء مناظرة ساخنة في البرلمان البريطاني حول اتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، إذ وقفت مجموعة من النشطاء شبه عراة في الصالة المخصصة لزوار البرلمان وعلى أجسادهم "نداء استغاثة" وشعارات تدعو إلى "عدم تضييع الوقت". كما قام بعض المشاركين بلصق أيديهم بالحاجز الزجاجي، إلا أن قوات الأمن سرعان ما أنهت المشهد.
انطلقت تظاهرات "تمرد ضد الانقراض" من لندن، لتنتشر الحركة بعدها لمدن كبرى أخرى حول العالم. ففي الخامس عشر من أبريل/ نيسان، قام هؤلاء النشطاء بتعطيل حركة المرور لمدة ساعة على جسر أوبرباوم في مدينة برلين.
شهدت مدينة نيويورك الأمريكية هي الأخرى تظاهرات سلمية لنشطاء البيئة. ففي الحادي والعشرين من الشهر الحالي، أعلن منظمو التظاهرات في لندن عن استعدادهم لتبديل أساليبهم والتفاوض مع الحكومة، حيث قال المتحدث جيمس فوكس: "نحن نعطيهم فرصة الآن للقدوم والتحدث معنا". وأضاف فوكس: "لو رفضوا، حينها ستستمر التظاهرات وسيتم التصعيد بطرق مختلفة ومتنوعة وأكثر ابتكاراً". فريدل تاوبه/ د.ب