تشييع جثمان القائد العسكري للثوار الليبيين عبد الفتاح يونس إلى مثواه الأخير
٢٩ يوليو ٢٠١١قال أحد أقارب عبد الفتاح يونس، القائد العسكري للمعارضة الليبية، لرويترز إن مشيعين حملوا نعشا به جثمان يونس وطافوا به اليوم الجمعة (29 تموز / يوليو) في الساحة الرئيسية في بنغازي. وقال عبد الحكيم وهو يسير خلف النعش "تسلمنا الجثة أمس هنا في بنغازي. لقد اطلق عليه الرصاص وأحرق. لقد اتصل بنا الساعة العاشرة (صباح الخميس) ليقول إنه في الطريق إلى هنا."
وقتل يونس في ظروف غامضة أمس الخميس بعد أن استدعي إلى بنغازي من جبهة القتال قرب ميناء البريقة النفطي.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، قد أعلن مساء أمس الخميس عن مقتل اللواء عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار الليبيين ضد نظام العقيد معمر القذافي. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في بنغازي مساء أمس (28 تموز / يوليو): "بكل أسى وحزن نعلن عن وفاة اللواء عبد الفتاح يونس رئيس الأركان العامة للجيش الليبي ورفيقيه العقيد محمد خميس والمقدم ناصر مذكور". وأضاف عبد الجليل للصحفيين في معقل المعارضة في بنغازي "وردت أخبار هذا اليوم تفيد تعرض اللواء يونس ورفيقيه لإطلاق نار من قبل مسلحين بعد أن استدعى اللواء للمثول أمام لجنه قضائية للتحقيق في موضوعات تتعلق بالشأن العسكري".
ولم يتضح أين قتل يونس ورفاقه أو كيف علم عبد الجليل بموتهم، لكنه أكد فتح تحقيق في الحادث. وقال عبد الجليل إن الجثامين الثلاثة لا تزال مفقودة وجار البحث عنها كما عن الجناة، مشيرا إلى أنه تم اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال.
وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحداد ثلاثة أيام على الضحايا. وكانت قد سرت شائعات خلال يوم أمس الخميس تفيد بان اللواء يونس اُعتقل في بنغازي للتحقيق معه بتهمة الاتصال بنظام العقيد معمر القذافي.
وكانت مصادر بالمعارضة الليبية ذكرت أنه تم في وقت سابق أمس الخميس استدعاء يونس إلى بنغازي من البريقة حيث كان يقود العمليات العسكرية ضد قوات القذافي. ولم يتضح السبب وراء استدعائه، غير أنه ترددت شائعات عن قيامه بإجراء اتصالات سرية مع القذافي.
من هو اللواء عبد الفتاح يونس؟
وكان يونس (67) الذي ينحدر من بنغازي التي أصبحت معقلا للثوار الليبيين، ضمن ضباط الجيش الشباب الذين ساعدوا القذافي على تنفيذ انقلابه ضد العاهل الليبي إدريس السنوسي عام 1969. وأصبح أقرب مساعدي القذافي وصديقه محل الثقة. وتم تعيين يونس، الذي يوصف دائما بأنه حاسم، وزيرا للداخلية من قبل القذافي، كما كان مكلفا بمسؤولية الأمن الداخلي للنظام. وخلال الأيام الأولى من الثورة الحالية التي اندلعت في شباط/فبراير، أصدر القذافي أوامره ليونس بالذهاب إلى بنغازي ودحر الانتفاضة، لكن بمجرد وصوله إلى تلك المدينة الساحلية أعلن انضمامه إلى الثوار. ولم يشعر بعض المعارضين بالراحة نحو قائد الجيش الذي كان حتى فترة قصيرة مقربا من القذافي وكان يونس طرفا في نزاع بشأن قيادة قوات المعارضة.
وطبقا لتقارير نقلتها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من العاصمة الليبية، فإن يونس لم يكن سعيدا في الأشهر القليلة الماضية بعدما قام المجلس الوطني الانتقالي بتعيين اللواء خليفة حفتر قائدا للجيش الوطني التابع للثوار، فيما عين يونس رئيسا لأركان جيش الثوار. وتردد أن يونس وحفتر تجادلا كثيرا منذ ذلك الحين حول "الخطط الإستراتيجية العسكرية" بشأن أساليب القتال على الجبهة.
(ع.ج.م/ أ.ف.ب/ روتيرز/ د.ب.أ)
مراجعة: شمس العياري