تركيا تدعو (الناتو) إلى تعزيز علاقاته مع العالم الإسلامي وراسموسين يشيد بالإسلام
٢٨ أغسطس ٢٠٠٩دعت الحكومة التركية اليوم الجمعة (28 آب / أغسطس) حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عقد قمّة مع منظمة المؤتمر الإسلامي بهدف تعزيز علاقاته مع العالم الإسلامي. ويتزامن هذا الاقتراح مع زيارة الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسين، لأنقرة، الذي أشار من جانبه إلى أنّه سيدرس الاقتراح، مشدّدا على ضرورة توسيع الحوار بين حلف الناتو ومنظّمة المؤتمر الإسلامي. ونقلت صحيفة "زمان" التّركية في عددها الصادر اليوم الجمعة ترحيب الأمين العام للمنظمة، أكمل الدين إحسان أوغلو، بالاقتراح التّركي لتوسيع علاقات العالم الإسلامي بحلف الناتو.
راسموسين يعرب عن احترامه للدّين الإسلامي
على صعيد آخر، شدّد راسموسين أمس الخميس (27 آب/أغسطس) في أنقرة، التي كانت اعترضت قبل أشهر على تعيينه أمينا عاما لحلف الناتو، على احترامه للدّين الإسلامي، فخلال مأدبة إفطار رمضانية مع عدد من كبار القادة الأتراك، قال راسموسين: "اعتبروا وجودي هنا هذا المساء تعبيرا عن احترامي للإسلام، أحد أكبر الأديان في العالم". وأضاف: "الصّيام يعلّم الصّبر والتواضع وضبط النّفس والاهتمام بالفقراء، هذه قيم إنسانية كونية تتجاوز الثّقافات والأديان". من جهته، أكّد رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان على أنّ مشاركة الأمين العام لحلف الناتو في الإفطار "رسالة هامة" موجّهة إلى الشعب التركي والعالم الإسلامي.
يذكر أن تركيا، العضو الوحيد في حلف الناتو التي ينتمي غالبية سكّانها إلى الدّين الإسلامي والعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، كانت قد اعترضت في أبريل/نيسان الماضي على تعين راسموسين أمينا عاما للناتو بحجة موقفه من الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، التي كانت قد نشرتها صحيفة دنماركية نهاية عام 2005 وأثارت موجة من الغضب والاستياء في العالم الإسلامي. وكان راسموسين، الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الحكومة الدنماركية، رفض إدانة تلك الرسوم الكاريكاتورية واعتبرها تندرج ضمن حرية الصحافة. لكن أنقرة عدلت عن موقفها من تعين راسموسين بعد وساطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
"تركيا جسر بين أوروبا والعالم الإسلامي"
إلى ذلك، أشاد راسموسين، الذي يقوم بجولة خارجية في عدد من الدول الأعضاء في حلف الناتو، بتركيا باعتبارها "جسرا بين أوروبا والعالم العربي وآسيا الوسطى" وبالتزامها بالعمل على تقوية العلاقات بين الحلف الأطلسي والبلدان الإسلامية. وقال "أني على ثقة بأنّنا سنحرز تقدما حقيقيا لإرساء الثّقة والتعاون بين الحلف وشركائه في المتوسط والشرق الأوسط". يشار في هذا السّياق إلى أن راسموسين، الذي تولّى منصب أمين عام الحلف بداية من الشهر الجاري بعد أن كان رئيسا للحكومة الدنماركية، كان أبدى اعتراضه على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
دعوة لتركيا واليونان بتجاوز خلافاتهما السياسية
على صعيد آخر، دعا راسموسين، الذي قدم أمس الخميس من أثينا إلى أنقرة، تركيا واليونان إلى تجاوز خلافاتهما السّياسية المستمرّة منذ عقود، مشدّدا على أنّها تعيق جهود الحلف في أفغانستان. وتجنّب راسموسين الحديث عن قضيّة جزيرة قبرص المقسّمة، التي تعد محور الخلاف المستمر بين تركيا واليونان العضوين في حلف النّاتو. غير أنّه قال إن "العلاقات السّيئة" بين أثينا وأنقرة تحول دون توصّل الناتو والاتّحاد الأوروبي إلى إبرام اتفاقية أمنية، و تعريض حياة القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان للخطر. ذلك أنّه لا توجد اتفاقية أمنية بين القوات التابعة لحلف الناتو والأخرى التابعة للإتحاد الأوروبي في أفغانستان، توضّح مهمة كل منهما أو كيفية دعمهما بعضهما بعضا. واعتبر راسموسين في حديثه لصحفيين أن أحد أكبر التّحديات في الشّهور والسّنوات المقبلة يتمثل في ضمان نجاح مهمة الحلف في أفغانستان.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة. عبده جميل المخلافي