ترقبا لهجوم تهدد به إيران ووكلاؤها.. إسرائيل في حالة تأهب
٧ أغسطس ٢٠٢٤تحصن إسرائيل جبهتها الداخلية منذ أشهر، واتخذت تدابير كثيرة منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حين نفذ آلاف المسلحين بقيادة حركة حماس هجوما مدمرا في تجمعات سكانية إسرائيلية.
لكن وتيرة التأهب تسارعت بشدة في الأيام العشرة الماضية بعد أن أصبح الصراع المحدود نسبيا مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران في جنوب لبنان ينذر بأن يتحول إلى حرب إقليمية شاملة.
نتنياهو: مستعدون للدفاع والهجوم
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء (السابع من أغسطس/ آب 2024) أثناء مقابلة مع مجندين جدد في الجيش "أعلم أن مواطني إسرائيل في حالة تأهب، وأطلب منكم شيئا واحدا هو التحلي بالصبر ورباطة الجأش".
وأضاف "مستعدون للدفاع والهجوم، نضرب أعداءنا وعازمون أيضا على الدفاع عن أنفسنا".
وتجد إسرائيل نفسها الآن أمام خطر حرب متعددة الجبهات، حيث تواجه طائفة من الحركات المسلحة وهي حماس، وحزب الله، والحوثيون في اليمن، وجميعها مدعوم وممول من إيران، عدوها اللدود.
وهناك تتأهب لوقوع هجوم في الأيام المقبلة، بعد أن توعدت إيران وحزب الله بالثأر لاغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران، واغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في بيروت الأسبوع الماضي.
وتعود الإسرائيليون على أجواء الأزمة، بعد قلق وترقب وذعر على مدى أشهر وعقب هجوم إيراني بمئات الصواريخ في أبريل/ نيسان أحبطته الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومساعدة حلفاء دوليين.
وأُجلي عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق الشمالية التي أصبحت في مرمى صواريخ حزب الله، وأصبحت مناطق حدودية كثيرة الآن مدن أشباح بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
لكن قصف حزب الله إسرائيل بالصواريخ منذ فترة طويلة قد يصل إلى مناطق في عمقها وإلى أهداف حساسة مثل مدينة حيفا الساحلية في الشمال التي تعد هدفا سهلا لصواريخ الجماعة الشيعية.
ويشهد مستشفى رمبام في حيفا حالة تأهب منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأعد المستشفى منشآت محصنة تحت الأرض تتألف من ثلاثة طوابق لعلاج المرضى. وقال ديفيد راتنر، المتحدث باسم المستشفى "نترقب ما سيحدث".
نظام الإنذار
وأعلن الجيش حالة التأهب القصوى، وعزز في مطلع الأسبوع نظامه الوطني لصفارات الإنذار من الغارات الجوية وبث التنبيهات لتشمل رسائل نصية تصل إلى السكان في المناطق المستهدفة.
ونصحت مجالس محلية كثيرة السكان بالحد من الأنشطة غير الضرورية والبقاء بالقرب من المناطق المتمتعة بالحماية من الغارات وبتجنب التجمعات الكبيرة.
وقال يائير زيلبرمان، مدير إدارة الأمن وخدمات الطوارئ في حيفا إن الملاجئ العامة زُودت بأنظمة رقمية يمكن تشغيلها عن بعد أثناء هجوم كما يجري تجهيزها بمولدات كهربائية.
وأضاف زيلبرمان أن السلطات وافقت على جعل عدد من مرائب السيارات تحت الأرض ملاجئ مؤقتة تسع آلاف السكان إذا لزم الأمر.
في مدينة الرملة وسط إسرائيل، تجمع خدمة الإسعاف الوطنية "نجمة داوود الحمراء" تبرعات الدم في مركز خدمة تحت الأرض تحميه جدران خرسانية سميكة جدا وأبواب مقاومة للانفجارات وغرف معادلة الضغط.
وقال أرييه مايرز من نجمة داوود الحمراء "تلقينا تهديدات من إيران، وتهديدات من حزب الله... هجمات صاروخية ضخمة، وتهديدات هائلة لدولة إسرائيل، ونريد أن نتأكد من أننا مستعدون لأي شيء".
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالإضافة إلى دول عربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
حماية المصانع ذات المواد الخطيرة
وأجرت وزارة حماية البيئة يوم الخميس الماضي تقييما للوضع لتحديد أفضل السبل لحماية المصانع التي بها مواد قد تكون خطيرة في حال استهدافها بضربة صاروخية، أو كيفية التعامل مع هجوم على مبنى يحتوي على مادة الأسبستوس.
وقالت القوات المسلحة إن قيادة الجبهة الداخلية على اتصال دائم مع المصانع والسلطات المحلية للحصول على "صورة كاملة لمستويات المخزون من المواد الخطرة".
وقالت مجموعة بازان التي تدير في حيفا واحدة من أكبر مصافي النفط في شرق المتوسط لرويترز إنها "تعمل على الحفاظ على أمن الطاقة واستمرار إمدادات الوقود للاقتصاد". وتستعد السلطات أيضا لاحتمال حدوث عمليات سحب جماعية للنقد.
وأخيرا قال بنك إسرائيل "مخزون الأوراق النقدية والعملات المعدنية في بنك إسرائيل والنظام المصرفي سيكون كافيا وفقا لكل التوقعات المنظورة".
ع.ش/ أ.ح/ ع.خ (رويترز)