ترحيب دولي واسع بانتهاء حقبة القذافي ووعود بمساعدة ليبيا على النهوض
٢١ أكتوبر ٢٠١١أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الجمعة (21 تشرين أول/ أكتوبر)، أن مقتل العقيد معمر القذافي يشكل بداية عهد جديد للشعب الليبي، داعية الليبيين إلى البدء في تأسيس ديمقراطية جديدة. وصرحت كلينتون خلال مؤتمر صحافي، إثر محادثات في باكستان، أن "مقتل العقيد القذافي ختم فصلا مؤلما في تاريخ ليبيا، إلا انه يشكل في الوقت نفسه بداية عهد جديد للشعب الليبي".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وصف مقتل معمر القذافي بأنه تحذير للزعماء المستبدين في أنحاء الشرق الأوسط من أن حكم القبضة الحديدية "لا بد أن ينتهي". وشارك أوباما السياسيين الأمريكيين والمواطنين الأمريكيين العاديين ترحيبهم بالقضاء على القذافي، الذي نظر إليه على مدى عقود باعتباره خصما لدودا للرؤساء الأمريكيين وسعى أوباما كذلك لأن ينسب لنفسه قدرا من الفضل في الإطاحة برجل ليبيا القوي. وأوضح أنه يعتبر مقتل القذافي دليلا على صحة استراتيجية "القيادة من الخلف" التي اتبعها، والتي أدت إلى انتقادات في الداخل بسبب تصوير الولايات المتحدة في دور الداعم لحلف شمال الأطلسي في حملته الجوية على ليبيا. وأطلق عليها بعض خصومه الجمهوريين اسم "مذهب أوباما" الذي تخلى عن القيادة الأمريكية للعالم. كما امتدح أوباما التعاون الدولي ودور حلفاءه في ليبيا.
كما قالت وزارة الخارجية التركية، يوم الخميس، إن مقتل الديكتاتور الليبي معمر القذافي يمثل منعطفا تاريخيا ويجب اعتباره "درسا مريرا". وذكرت الخارجية التركية في بيان نقلته وكالة أنباء الأناضول "يشكل مصير القذافي ونظامه الاستبدادي درسا مريرا يجب أن يحظى بعناية من جانب حركات لتغيير والتحول الديمقراطي في المنطقة". وأضافت أن مقتل القذافي فتح عهدا جديدا في ليبيا يتطلب أن تشمل العملية السياسية فيه "كل شرائح المجتمع وعدم السماح بوجود مكان للطموحات الشخصية وأي مشاعر الغضب والانتقام". وأكدت الوزارة أن أنقرة ستواصل دعم ليبيا كما كانت تفعل في الماضي.
وبدورها دعت حكومة جنوب إفريقيا إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في ليبيا، بعد مقتل الزعيم الليبي معمرالقذافي. وكانت بريتوريا قد ترددت منذ زمن طويل في الاعتراف بالثوار بوصفهم حكام ليبيا الشرعيين الجدد، ولم تحول علاقاتها الدبلوماسية الرسمية إلا في أيلول/ سبتمبر الماضي عندما فعل الاتحاد الافريقي ذلك أيضا.
ترحيب آسيوي
وفي طهران رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست بمقتل معمر القذافي، مؤكدا أنه لم يعد هناك "مبرر" لاستمرار العملية العسكرية للحلف الأطلسي في ليبيا، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الجمعة. ونقلت الوكالة عن مهمانبرست قوله إن "المصير المحتوم للظالمين والمستبدين الذين لا يحترمون حقوق الشعوب هو الهلاك". وكانت إيران أعلنت دعمها للثورة الليبية ضد نظام القذافي دون أن تعترف رسميا بالنظام الجديد. إلا أن السفير الإيراني عاد إلى طرابلس، كما أن طهران أرسلت مساعدات طبية وإنسانية إلى ليبيا.
من جانبها التزمت الصين، اليوم الجمعة، الصمت بشأن مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، لكنها حثت زعماء البلاد الجدد على إعطاء أولوية للاستقرار الاجتماعي وإعادة الإعمار الاقتصادي. ودعت إلى قيام "مرحلة انتقالية توحيدية"، وإلى الحفاظ على "الوحدة الوطنية" في ليبيا بعد مقتل الزعيم المخلوع معمر القذافي. يشار إلى أن الصين التي قامت بعدة استثمارات كبيرة في ليبيا في السكك الحديد والنفط والمواصلات السلكية واللاسلكية، ساهمت لفترة طويلة في استقرار نظام العقيد القذافي. ونفذت الصين حوالي خمسين مشروعا كبيرا في ليبيا بقيمة تقدر بما لا يقل عن 18.8 مليون دولار، حسب وزارة التجارة الصينية.
أما اليابان فقد وعدت، الجمعة، بمساعدة النظام الليبي الجديد، ولا سيما في المجال الطبي وتحديدا مجال الأطراف الاصطناعية لجرحى المواجهات، مؤكدة أيضا أنها بصدد إعادة فتح سفارتها في طرابلس، وذلك غداة مقتل العقيد معمر القذافي بعد 42 عاما أمسك فيها بالسلطة من دون منازع. وأكد وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا أن بلاده بدأت إجراءات تهدف إلى إعادة فتح السفارة اليابانية في طرابلس.
من جهة أخرى نقلت رويترز عن وزير خارجية النيجر، الخميس، إنه علم من دول غربية أن عبد الله السنوسي رئيس المخابرات السابق لمعمر القذافي فر عبر الحدود إلى أقصى شمال النيجر. والسنوسي مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم في حق الإنسانية. واتهم السنوسي صهر القذافي بأنه أمر بقتل واضطهاد مدنيين في أنحاء ليبيا، خلال الانتفاضة على حكم القذافي هذا العام.
(ف. ي/ د ب ا، رويترز، ا ف ب)
مراجعة: حسن زنيند