تحذيرات..الاعتداءات على المساجد تهدد التعايش في ألمانيا
١ أغسطس ٢٠١٤تظهر أرقام جديدة للحكومة الاتحادية زيادة وتيرة الهجمات على المساجد في ألمانيا، حسب ما أوردت صحيفة نيو أوزنابروك، التي ذكرت أن متوسط عدد الهجمات على المساجد في الفترة بين 2001-2011 كان 22 هجمة في السنة، لكنه ارتفع في الفترة بين 2012 و 2013 إلى 35 أو 36 هجمة في السنة. وتستند الصحيفة في أرقامها إلى ردود الحكومة الألمانية على استجوابين لكتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني في عامي 2012 و 2014.
وطالب رئيس المجلس الأعلى (المركزي) للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك في حوار مع DW بأن يتم تسجيل الجرائم المعادية للمسلمين في سجل جنائي خاص وأن يتم تعقبها من قبل رجال شرطة متخصصين وواعيين، على حد تعبيره. كما طالب مزيك أيضا بتوفير حماية أفضل للمؤسسات الإسلامية وقال: "نحتاج خصوصا إلى اهتمام واضح من الجانب الحكومي بالضحايا." في ألمانيا يعيش أربعة ملايين مسلم، يقول مزيك، وهم "مندمجون، ولا يزال الحاجز الاجتماعي قائما. لكن إلى متى ذلك؟
وحسب رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا فإن أرقام الحكومة الألمانية الخاصة بالاعتداء على المساجد تتفق مع إحصائيات الجمعيات الإسلامية، وأن كثيرا من الهجمات وخصوصا كتابة شعارات يمينية على الجدران لا يتم غالبا الإبلاغ عنها أو يبلغ عنها في وقت لاحق." أما المقلق بشكل خاص في نظر أيمن مزيك فهي: "الهجمات المتزايدة على الأفراد (المسلمين) كالنساء المحجبات أو الأشخاص الذين تبدوا عليهم سمات المسلمين".
في الواقع، لا يوجد حتى الآن في تصنيف الجرائم السياسية في ألمانيا، فئة "معاداة الإسلام أو معاداة المسلمين"، فكلاهما يتم تصنيفهما رسميا تحت "جرائم كراهية" أو "كراهية الأجانب". وبالتالي فإن "اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب" (ECRI) التي شكلها المجلس الأوروبي عام 1993 أشارت إلى أوجه القصور الألماني في مكافحة العنصرية، لكن تم بسرعة استبعاد الاتهام بأن تكون هناك دوافع عنصرية. وقالت اللجنة إن نظام "تدوين وتعريف العنصرية ومعاداة الأجانب، وحالات معاداة المثليين تحتاج إلى إصلاح".
هل معاداة الإسلام هي نفسها معاداة السامية الجديدة؟
الباحث في الطب النفسي بجامعة لايبزيغ الألمانية إلمار بريلر يرى في حوار مع DWأن معاداة المسلمين في تزايد، وأنها وصلت إلى قطاعات عريضة في المجتمع الألماني بما في ذلك الطبقة الوسطى. وقال بريلر "لم يصل الأمر بعد لتصبح معاداة الإسلام هي معاداة السامية الجديدة." وقام بريلر مع مجموعة من زملائه في جامعة لايبزيغ قبل بضعة أسابيع، بتقديم دراسة لاقت احتراما كبيرا بعنوان: "الوسطية المستقرة - موقف اليمين المتطرف في ألمانيا." وأفاد الباحثون في هذه الدراسة أن: معاداة الإسلام هو الثوب الجديد للعنصرية، فثلث عدد الألمان يرون " أنه يجب عدم السماح للمسلمين بالهجرة إلى ألمانيا".
أما السياسية اليسارية "أولا يلبكى" فترى أن زيادة العداء للمسلمين "ليس ظاهرة جديدة، ويجب تجريمها مثلها معاداة السامية." وفي حديث مع DWاتهمت يلبكى الحكومة الألمانية بـ"الاستهانة" بالمسألة، وقالت: "يجب ألا يجعل من المسلمين كبش فداء لأوضاع سياسية واجتماعية مزرية، فهذا يضر بالعيش المشترك في ألمانيا".
ووفقا لمؤسسة "أرشيف الإسلام" في برلين يبلغ عدد المساجد في ألمانيا ما بين 700 و 800 مسجد متكامل وله مئذنة، إضافة إلى ثلاثة آلاف مبنى يتم استخدامها من قبل المسلمين كأماكن للصلاة.