تجدد المواجهات في تونس ونقابة الصحفيين تدعو لإضراب عام
٢٥ ديسمبر ٢٠١٨تجددت المواجهات بين قوات الأمن التونسي ومحتجين الثلاثاء (25 كانون الأول/ ديسمبر 2018) إثر انتحار مصور صحافي حرقا في مدينة القصرين في غرب البلاد، وفقا لمراسل فرانس برس. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق عشرات من المحتجين الذين شيعوا جثمان الصحافي إلى مثواه الأخير، بحسب المصدر. ودارت مواجهات أمام مقر مبنى ولاية القصرين حيث التعزيزات الأمنية مكثفة.
وكان وسط المدينة شهد حالة احتقان ليل الاثنين حين أشعل العشرات من المحتجين عجلات مطاطية وأغلقوا الطريق في حي النور وشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وردت عليهم الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع، وفقا لمراسل فرانس برس. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق إن ستة من عناصر الأمن أصيبوا بجروح طفيفة خلال مواجهات ليل الاثنين مشيرا الى توقيف تسعة أشخاص.
وتوفي المصور الصحافي عبد الرزاق زُرقي بعد أن أضرم النار في نفسه مساء الاثنين احتجاجا على البطالة والأوضاع المتردية في منطقة القصرين. وقال الزرقي في شريط فيديو قبل وفاته "من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق... اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي". وسادت المنطقة حالة من الهدوء صباح الثلاثاء.
والقصرين بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية أواخر 2010 وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين قبل أن تتسع رقعة التظاهرات في تونس وتطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
إضراب عام
وأعلنت نقابة الصحافيين التونسيين اليوم الثلاثاء، الدخول في إضراب عام يوم 14 كانون الثاني/يناير المقبل على خلفية وفاة المصور الصحفي حرقا. ويحمل تاريخ الإضراب المقرر رمزية كونه يتوافق مع ذكرى الثورة وسقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011، وهو تاريخ بدء الانتقال السياسي في البلاد.
وقال العضو في النقابة المهدي الجلاصي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الإضراب سيشمل وسائل الإعلام العمومية ووسائل الإعلام في القطاع الخاص، وسيحمل شعار "إضراب الكرامة". وأحدثت مأساة انتحار الصحفي المصور عبد الرزاق رزقي في مدينة القصرين غربي البلاد أمس الاثنين، وعلى طريقة محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية قبل ثماني سنوات، حالة من الصدمة في تونس.
وقالت النقابة إن رزقي أضرم النار في جسده نتيجةَ ظروف اجتماعية قاسية وانسداد الأفق وانعدام الأمل.
وتعد حرية التعبير والصحافة في تونس أحد أبرز مكاسب الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، غير أن الأوضاع الاجتماعية لغالبية الصحفيين لم تساير طفرة الحرية. وقالت نقابة الصحفيين إن مكسب حرية التعبير "أصبح مهددا ولا يمكن له أن ينتعشَ في مناخ من الفساد والتفقير والتهميش وانتهاك حُقوق الصحفيين".
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، د ب أ)