عمدة بون المنتخب هندي الأصل
١٦ سبتمبر ٢٠١٥يبدو أن ألمانيا تتغير فعلا، فالحلم الذي عبّرت عنه المستشارة انغيلا ميركل بالقول إنّ " ألمانيا أصبحت بلداً يربطه الناس بالأمل" ملمحة إلى التاريخ النازي الذي اقترن بمعسكرات الإبادة والاعتقال، والذي كانت فيه ألمانيا تمثل محطة النهاية الكئيبة لمن يصلها في قطارات الموت النازية، هذا الحلم يقترب من أن يُمسي حقيقة بالتغيير الواضح في المزاج العام. وهذا التغير لم يتجسد في الانفتاح المدهش على قضية قبول اللاجئين القادمين في الغالب من الشرق الأوسط فحسب، بل تجسد بشكل أوضح في انتخابات المدن الألمانية، حيث منح الناخبون في مدينة بون أصواتهم لرجل ألماني ولد في بون لأب هندي وأم ألمانية.
فوز آشوك الكسندر شريداران بمنصب عمدة بون، وإن جاء بأغلبية ضئيلة، إلا أنه غيّر موازين القوى وغيّر المناخ السائد في ألمانيا منذ عقود طويلة، والذي طالما اعتبر أن الألماني من أصل أجنبي لا يصلح لأن يكون ألمانيا ويبقى محتفظا باللقب المهين" آوسلاندر" – وهي كلمة ألمانية تعني أجنبي.
لكن المفارقة الأكبر، هي أنّ شريداران ترشح عن الحزب الديمقراطي المسيحي CDU المحافظ ، وانتزع منصب عمدة المدينة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي SPDالذي كان يعتبر المدينة معقلا له.
الإعلام الهندي مهتم بفوز شريداران
الأكثر إثارة في الحدث أن بعض المواقع الهندية نقلته بفخر مشيرة إلى حدث غير مسبوق في تاريخ الإدارة الألمانية.
لكن العمدة الجديد شريداران وفي حديث مع DWأكد أنّ الاهتمام الهندي بفوزه لم يؤثر بأي صورة في حملته الانتخابية وقال "إنّ هذا لم يشغلني ولم أفكر به قط ، ولم يأخذ أي حيز في حملتي الانتخابية".
السيرة الذاتي للعمدة نصف الألماني الأصل تشير الى أنه ولد في بون عام 1965 لأب دبلوماسي هندي وأم ألمانية، وتلقى تعليمه وكبر في العاصمة الألمانية السابقة، حتى بات فعلا "ابن المدينة البار" كما يصف هو نفسه، وربما كان هذا من أسباب فوزه بالانتخابات.
لكنّ مسيرته إلى منصب العمدة لم تخل من معارضة، فخلال مسار الحملة الانتخابية تلقى تعليقات عدائية على وسائل التواصل الاجتماعي، منها "أن المهاجرين لا يشكلون سوى 25 بالمائة من سكان ألمانيا، ألم يجد الحزب الديمقراطي المسيحي مرشحا ألماني الأصل للمنصب؟"، ولكن شريداران كشف أنه لم يبال بهذه التعليقات ، مؤكدا " أنها لم تكن سوى حفنة من التعليقات بهذا الاتجاه".
ألمانيا خلال السنوات الأخيرة باتت أكثر تسامحا بشكل ملحوظ، فقد تولى فيليب روسلر وهو سياسي ألماني من أصل فيتنامي منصب نائب المستشارة ومنصب وزير الاقتصاد والتكنولوجيا، ثم بات رئيسا للحزب الليبيرالي، كما انتخب كلاوس فوفرايت وهو مثلي معروف عمدة لبرلين، و تولى غيدو فيسترفيله منصب وزير الخارجية مع أنه كان مثليا ويعيش مع مثلي آخر بشكل علني.