بورشه - اسم لامع في عالم صناعة السيارات

ولد فيرديناند بورشه، الاسم اللامع في عالم صناعة وتصميم السيارات، في عام 1875 في مدينة مافرسدورف في النمسا، وكانت رياضة سباق السيارات السريعة من الأشياء المحببة لديه. وطالما أن أهداف وطموحات بورشه كانت تتوافق مع أهداف هتلر من حيث سعيهما الدؤوب للوصول الى القمة، تم الاتفاق على التعاون بين شركة بورشه آنذاك "فولكس فاجن" والسلطات النازية، لتصبح منتجات هذه الشركة فيما بعد السيارات المفضلة عند هتلر. وقد تم استخدام سيارات فولكس فاجن بكثرة كسيارات خدمة للضباط النازيين اضافة الى تصنيع بعض القطع العسكرية للنازيين في مصانع الشركة، وهو ما يعتبره البعض نقطة سوداء في تاريخ فيرديناند بورشه.

الفولكس فاجن

قام فيرديناند بورشه في منتصف الثلاثينات من هذا القرن بتصميم أول أنواع سيارات الفولكس فاجن، ولذلك يعتبر بورشه، حامل درجة الدكتوراه والحاصل على 1230 شهادة براءة اختراع، الأب الحقيقي لهذا الطراز من المركبات. وفي عام 1931 قام بورشه بافتتاح مكتب لتصميم السيارات في مدينة شتوتغارت الألمانية، حيث عمل فيه على إنتاج أول نوع من السيارات الرياضية. وفيما بعد عمل على تصميم وتطوير الآليات الحربية وقطع الشاحنات. وفي عام 1939 شغل هذا الرجل الفذ منصب مدير مصنع شركة فولكس فاجن. وتم في عام 1944 نقل مكتب التصميم من شتوتغارت إلى مدينة غموند النمساوية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اعتقل بورشه من قبل القوات الفرنسية ليقضي في السجن عاما كاملا، الأمر الذي اعتبره أب الفولكس فاجن إهانة شخصية له. وفي هذه الأثناء تولى ابنه فيرناندو "فيري" (1908 – 1998) مهمة إدارة وقيادة الشركة.

سيارة بورشه الأولى

أخذ فيري على عاتقه مسؤولية قيادة الشركة نحو النمو والتألق لتصبح واحدة من أفضل الشركات العالمية الرائدة في مجال هندسة السيارات الرياضية الفاخرة ذات الجودة الفائقة. وفي عام 1947 قامت الشركة بإنتاج السيارة الرياضية الأولى "غراند – بركس" والتي نالت اهتمام وإعجاب الكثيرين. هذه كانت بداية الطريق أمام صناعة السيارة الرياضية الشهيرة "بورشه" والتي عرضت في الثامن من يونيو/حزيران 1948 بصفتها أول سيارة رياضية من إنتاج شركة فولكس فاجن. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها ألمانيا بعد الحرب، إلا أن رؤية فيري المميزة ونظرته الثاقبة ساعداه على تقديم سيارة مثالية أثبتت قوتها وصلابتها على الشارع لمدة تزيد على نصف قرن. وأضاف فيري إلى تقنية وقطع فولكس فاجن تقنيات جديدة مثل سرعة الانطلاق، والثبات والاستقرار، إضافة إلى الفرامل الجيدة والقوية التي لا تضاهى.

ويعتبر طراز 356 أول سيارة تحمل اسم بورشهالتي تعمل بمحركات فولكس فاجن المثبتة في الخلف. كما أن قوة محرك هذه السيارة وصلت إلى 135 حصانا، وبلغت سرعة هذه المركبة إلى 135 كم في الساعة. واستطاعت شركة بورشه فيما بعد تطوير سياراتها الرياضية وانتاج 25 ألف سيارة من طراز 236 خلال الفترة ما بين 1948 و1959. وتجدر الإشارة إلى أن اول سيارة بورشة رياضية انطلقت على الشوارع في عام 1954.

مهندس القرن العشرين

تحظى سيارات بورشه المميزة، منذ انطلاقتها الأولى، باهتمام الشخصيات المرموقة في جميع أنحاء العالم، حيث حرصت الشركة على نقل جميع التقنيات والتحسينات على هذا الطراز من السيارات الرياضية. واليوم يعتبر امتلاك احدى سيارات بورشه احدى دلالات الغنى والابهة. ولا يتم عادة انتاج شركات بورشه الا بناء على طلبيات محددة، حيث لا يزيد انتاج الشركة السنوي على 10 آلاف سيارة. وحافظت بورشه على اسمها من خلال اعتمادها على المهارات اليدوية المتقنة في صناعة وتركيب قطع سيارات، الامر الذي يعني تجنب حدوث اخطاء ناتجة عن الانتاج الآلي بكميات كبيرة. واعترافا بهذا الانجاز الرائع تم تكريم البروفيسور بورشه في مدينة لاس فيغاس بمنحه جائزة "مهندس القرن العشرين في عالم السيارات".