بوتين يزيد الضغط على القادة الجدد بأوكرانيا
٢٦ فبراير ٢٠١٤أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء (26 شباط/ فبراير 2014) بإجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من أوكرانيا، للتأكد من جاهزيتها للقتال، كما أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن شويغو قوله "كلف القائد الأعلى التأكد من جاهزية القوات للتحرك من أجل مواجهة أوضاع متأزمة تهدد الأمن العسكري للبلاد". وأضاف أن القوات في منطقة الغرب – وهي أراض شاسعة على حدود أوكرانيا وبيلاروسيا ودول البلطيق وفنلندا والقطب الشمالي- والجيش الثاني لمنطقة الوسط العسكرية وقيادة الدفاع الفضائي والقوات المجوقلة "قد وضعت في حالة تأهب". وأوضح أن العملية ستستمر حتى الثالث من آذار/ مارس.
ويأتي هذا الإعلان في خضم الأزمة في أوكرانيا التي تقلق السلطات الروسية. إلا أن بوتين أمر في السابق مرارا بإجراء عمليات تفقد مفاجئة للقوات الروسية منذ عودته إلى الكرملين في 2012، وتمت عملية التفقد الأخيرة للقوات في أقصى الشرق في تموز/ يوليو الماضي. وقد ترأس بوتين الثلاثاء اجتماعا لمجلس الأمن الروسي لمناقشة الوضع في أوكرانيا. ولم يتخذ بوتين حتى الآن موقفا علنيا من إقالة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ووصول قيادة جديدة لسدة الحكم في كييف. ورأى رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الاثنين أنه "سيكون من الصعب أن نتعامل مع حكومة كهذه".
"لا حل بدون روسيا"
في الأثناء، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين عدم إمكانية التوصل إلى حل للأزمة في أوكرانيا بدون التعاون مع روسيا. ورأت الوزيرة على هامش لقاء وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم الأربعاء في بروكسل ضرورة إشراك روسيا في التوصل لهذا الحل وقالت: "بدون روسيا لن يكون هناك حل". وأشارت فون دير لاين إلى وجود مجلس يضم الناتو وروسيا ومجلس يضم الناتو وأوكرانيا وقالت: "لابد أن يتم البحث عن حل (للأزمة في أوكرانيا) بالتعاون سواء بين روسيا والناتو أو بين روسيا وأوروبا".
من جانبه، قال الأمين العامل لحلف الناتو، أندرس فوج راسموسن، في مستهل اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل اليوم الأربعاء إن مناقشة انضمام أوكرانيا للحلف ليست مطروحة بشكل ملح في الوقت الحالي. وأكدأن "حلف الاطلسي يحترم القرار المستقل للشعب الأوكراني". وأضاف راسموسن: "أوكرانيا حليف وثيق وقديم للحلف، والناتو صديق مخلص لأوكرانيا، نحن على استعداد للاستمرار في دعم أوكرانيا في إصلاحاتها الديمقراطية".
اشتباكات في القرم
ميدانيا، وقعت مواجهات الأربعاء بين متظاهرين موالين لروسيا ومؤيدي السلطات الأوكرانية الجديدة في سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم المستقلة، فيما كان رئيس البرلمان المحلي يعلن رفض أي نقاش حول احتمال الانفصال. وتبادل المتظاهرون بعض اللكمات وكثيرا من الشتائم، ورفع بعض منهم أعلاما روسية، قبل أن تشكل الشرطة طوقا أمنيا للفصل بين الطرفين أمام البرلمان المحلي في سيمفيروبول، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
وكان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف قد ضم منطقة القرم إلى أوكرانيا في عام 1954 عندما كان زعيما للدولة السوفيتية آنذاك. ومع تمركز جزء من الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيفاستوبول فان هذه المنطقة تصبح الوحيدة في أوكرانيا التي يغلب على سكانها الروس. ونظرا لأن منطقة القرم الآن هي أكبر معقل للمعارضة للنظام السياسي الجديد في كييف بعد يانوكوفيتش فإن الزعماء الجدد في أوكرانيا يعبرون عن قلقهم من مؤشرات انفصالية هناك.
ي. ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز، د ب أ)