واشنطن وباريس تعتبران خطط أردوغان في فاروشا "استفزازا"
٢١ يوليو ٢٠٢١أدانت الولايات المتّحدة المشروع الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح مدينة فاروشا الواقعة في شرق قبرص والتي هجرها سكّانها الأصليون القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن ويريد القبارصة الأتراك اليوم - بدعم من أنقرة - إعادة فتحها تحت إدارتهم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إنّ "الولايات المتّحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من تركيا استفزازياً وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام".
وأضاف "نحضّ القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن القرار الذي أعلنوا عنه اليوم (أمس) وعن جميع الخطوات التي اتّخذت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020" في المنتجع السياحي المهجور.
غضب فرنسي
من جانبها، اتهمت فرنسا الأربعاء (21 يوليو/تموز 2021) الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالاستفزاز بعد دعوته لحل قائم على دولتين في قبرص، خلال زيارة له للشطر الشمالي الذي تحتله تركيا من الجزيرة المتوسطية ولا يعترف به أحد كدولة إلا أنقرة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "فرنسا تأسف بشدة لهذه الخطوة الأحادية التي لم يتم التنسيق لها وتمثل استفزازاً"، مضيفة "أنها تقوض استعادة الثقة الضرورية للاستئناف العاجل للمفاوضات من أجل حل عادل ودائم للقضية القبرصية".
ويثير فرض إعادة فتح المدينة قضايا لأن هذه الخطوة قد تتطلب أن يعود القبارصة اليونانيون إما إلى مدينة خاضعة لسيطرة شمال قبرص أو التفاوض مع الحكومة هناك للحصول على تعويضات.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان عن دعمه لقبرص، بعد إعلان سلطات القبارصة الأتراك عن إعادة فتح جزئي لمدينة مهجورة من أجل احتمال إعادة توطينها الأمر الذي أثار انتقادا شديداً من القبارصة اليونانيين، مضيفاً أنه بحث الأمر مع نظيره القبرصي وإنه سيثير المسألة في الأمم المتحدة.
وكان مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قد أعرب عن قلقه العميق أمس الثلاثاء إزاء الخطط التركية بخصوص جزيرة قبرص المقسمة، واصفاً إياها بأنها غير مقبولة. وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي "يشدد .. مرة أخرى على ضرورة تجنب الإجراءات الأحادية التي تنتهك القانون الدولي،والاستفزازات المتكررة التي يحتمل أن تثير التوتر
ومنذ 1974 حين غزا الجيش التركي الثلث الشمالي من قبرص ردّاً على انقلاب نفّذه جنرالات قبارصة يونانيون بهدف ضمّ الجزيرة إلى اليونان، انقسمت الجزيرة إلى شطرين، كما خلت مدينة ومنتجع فاروشا الساحلية في فاماجوستا من سكّانها وأصبحت منطقة عسكرية مطوّقة بالأسلاك الشائكة تقع تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي.
وتُعدّ إعادة فتح هذا المنتجع الساحلي السابق خطاً أحمر للقبارصة اليونانيين. والمفاوضات بين الطرفين بشأن إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ 2017. ويرفض الاتّحاد الأوروبي والولايات المتّحدة حلّ الدولتين لتسوية هذا الملف.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب ، رويترز، د ب ا )