بعد الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله.. ما التوقعات في غزة؟
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤أثناء إعلانه عن الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق يبدو بعيد المنال في غزة، وحث إسرائيل وحماس على اغتنام الفرصة.
بيد أنه لم تظهر أي إشارة تدل على أن القادة الإسرائيليين يريدون تخفيف الضغط على حماس، التي أشعلت فتيل الصراع العام الماضي عندما شنت هجوما على جنوب إسرائيل.
وأوضح وزراء إسرائيليون أن أهداف حربهم في غزة مختلفة تماما عن تلك في لبنان، إذ قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، وهو عضو مجلس الوزراء الأمني ورئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) "لن تشكل غزة تهديدا لدولة إسرائيل مرة أخرى... سنحقق نصرا حاسما هناك. لبنان مختلف".
وقال لمجموعة من المراسلين الأجانب: "هل نحن في بداية النهاية (لحملة غزة)؟ بالتأكيد لا. لا يزال أمامنا الكثير لنفعله". ولا يزال نحو 101 من الرهائن في غزة، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادتهم جميعا والقضاء على حماس.
بصيص أمل
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان هو "أول شعاع أمل" في الصراع بالمنطقة بعد شهور من التصعيد. وقال في بيان مقتضب نقله التلفزيون خلال زيارة إلى مسقط رأسه لشبونة "من الضروري على أولئك الذين وقعوا على التعهد بوقف إطلاق النار احترام هذا الالتزام بالكامل".
وأضاف المسؤول الأممي أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان مستعدة لمراقبة وقف إطلاق النار. كما كرر دعوته لوقف إطلاق النار الفوري في غزة. وقال في إشارة إلى الاتفاق "تلقيت أمس علامة مبشرة.. أول شعاع أمل للسلام وسط ظلام الشهور الماضية... إنها لحظة ذات أهمية كبيرة، خاصة بالنسبة للمدنيين الذين يدفعون ثمنا باهظا لهذا الصراع الآخذ في الاتساع".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وظهر خيط من التفاؤل في مصر التي تلعب دورا محوريا في الوساطة بين إسرائيل وحماس. وقال مصدران أمنيان مصريان إن إسرائيل أبلغت القاهرة بأنه إذا صمد وقف إطلاق النار في لبنان، فسيجري العمل مرة أخرى على التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
وقال المصدران إن وفدا أمنيا مصريا سيتوجه إلى إسرائيل غدا الخميس في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن بايدن سيبدأ جهودا جديدة لوقف إطلاق النار في غزة اليوم الأربعاء (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، من خلال محادثات لمبعوثيه مع تركيا وقطر ومصر وغيرها من الجهات الفاعلة في المنطقة.
وسيتولى دونالد ترامب منصبه رئيسا الولايات المتحدة مجددا في يناير/ كانون الثاني. وقال إنه سيعمل على إنهاء الحرب لكنه لم يقدم أي خطة حول كيفية القيام بذلك. والفلسطينيون ليسوا متفائلين بالنظر إلى الخبرة السابقة مع ترامب، وهو مؤيد قوي لإسرائيل.
فصل الصراعين
وأشاد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون باتفاق لبنان لأنه، وحسب رأيهم، أجبر حزب الله، الذي تدعمه إيران مثل حماس، على فصل نفسه عن الصراع في غزة.
بيد أنّ عوفر شيلخ، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قال إن هذا الفصل قد يجعل من الصعب في نهاية المطاف إنهاء إراقة الدماء في قطاع غزة. وأضاف شيلخ لرويترز "لن يكون هناك ضغط حقيقي الآن على إسرائيل بشأن غزة".
وأردف أن التوصل لاتفاق لإنهاء القتال مع حماس في أي وقت قريب قد لا يخدم مصالح نتنياهو لأنه قد يؤدي إلى انهيار حكومته التي تضم أعضاء يدعمون الحرب بشدة، وندد بعضهم بالاتفاق مع لبنان ويريدون السيطرة على غزة. وتابع شيلخ "أعتقد أن من مصلحته السياسية أن تستمر الحرب لأن انتهاء القتال في غزة قد يهدد هذا الائتلاف حقا".
كما عبرت عائلات الرهائن الإسرائيليين عن غضبها إزاء موافقة نتنياهو على وقف منفصل لإطلاق النار في لبنان، قائلة إن حزب الله الذي عانى من خسائر فادحة على مدى العام الماضي ربما كان ليمارس ضغوطا على حماس لإطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء القتال.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية.
ف.ي/أ.ح (ا.ف.ب، رويترز)