نوال بنعيسى. وجه قيادي جديد في حراك الريف
١ يونيو ٢٠١٧في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام في المغرب على مصير ناصر الزفزافي، قائد حراك الاحتجاجات الشعبية التي تعرفها مدينة الحسيمة، تتجه الأنظار إلى نوال بنعيسى، الوجه القيادي الجديد في حراك الريف. برز اسمها منذ اعتقال قائد الحراك خصوصا بعد ورود أنباء عن أنها ستقوده في غياب الزفزافي الذي وجهت له السلطات تهما أبرزها "المساس بأمن البلاد".
مساعدة مرضى السرطان
المعلومات المتوفرة حول نوال بنعيسى ليست بالكثيرة لكن أبرزها أنها ربة بيت وأم لأربعة أطفال وكانت ترعى مرضى السرطان. وتبلغ نوال من العمر 36 عاما، وتعيش في الحسيمة مع زوجها حيث اندلع حراك الريف. في إحدى تدويناتها على فيسبوك كتبت نوال بعد إحدى المظاهرات التي شاركت فيها: "تم قمعنا بوحشية لن أنسى صراخ ابنتي ذات السبع سنوات وهي تراهم يهجمون علينا.. دولة الحق والقانون يا سادة ".
دأبت الشابة المغربية على نشر تدوينات على موقع فيسبوك وصور لمشاركاتها هي وعائلتها في الاحتجاجات التي تعرفها المدينة منذ حادث طحن بائع السمك محسن فكري في حاوية نفايات. وفي تدويناتها تدعو نوال المشاركين في الاحتجاجات إلى الصمود وتؤكد في كل مرة على سلمية الاحتجاجات.
عُرف عن نوال بنعيسى نشاطها في مساعدة مرضى السرطان في مدينتها التي تعرف، كغيرها من مناطق الريف، نسب عالية من الإصابات بهذا المرض نظرا للغازات السامة التي استخدمتها أسبانيا في المنطقة خلال ما يعرف بحرب الريف. كما تشتغل الناشطة الريفية في مشروع خاص.
وبالإضافة إلى نوال برزت وجوه نسائية أخرى في الحراك، وهي ظاهرة رأت فيها بعض الوسائل الإعلامية المغربية تحولا جديدا في المشهد الاحتجاجي في المغرب.
دعم الزوج
حسب الصور المنتشرة على صفحتها فإن زوج نوال يشارك أيضا في الاحتجاجات التي تعرفها الحسيمة، وتحظى القيادية الشابة بدعمه. وقد سبق أن شكرته على موقع فيسبوك قائلة "خرجنا مع أزواجنا من أجل الريف بكل الفئات العمرية...أشكر زوجي العزيز على دعمه ومساندته لي في كل المحطات النضالية".
عقب اعتقال ناصر الزفزافي كتبت نوال يوم 30 أيار/ مايو على فيسبوك: "ناصر (الزفزافي) ضحى من أجل الريف يجب إكمال المسار". وفي نفس اليوم كتبت أيضا "أتعلمون أن ناصر (الزفزافي) روح في كل إنسان حر، فاعتقلونا كلنا".
اليوم ظهرت نوال في بث مباشر على فيسبوك تقول فيه إنها تفاجأت بخبر تلقته من عائلتها مفاده أن الشرطة كانت في بيت العائلة بحثا عنها بعد صدور مذكرة اعتقال في حقها وتوجهت الشرطة لبيت أهلها لأنه العنوان الموجود على بطاقة هويتها. وخوفا من انتقال الشرطة لبيتها وما قد يخلفه ذلك على نفسية أطفالها، قالت نوال إنها ستسلم نفسها للشرطة.
"شرف لي أن أعتقل، وسأسلم نفسي لأني لم أفعل شيئا... أنا صامدة خرجت من أجل حقوقي ولطالما أكدت على سلمية الاحتجاجات ومازلت". وبعدها انتشار أخبار عن تسليمها لنفسها بالفعل نقلا عن زوجها، نشر نشطاء وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر إطلاق سراح نوال.
الكاتبة: سهام أشطو