1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين مستعدة لإرسال جنود إلى الشرق الأوسط ورامسفيلد يقر بعجز بلاده في محاربة الإرهاب

إعلان وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك عن استعداد بلاده إرسال قوات لحماية أية اتفاقية سلام نهائية في الشرق الاوسط لم يكن مفاجئا، وان كان مثيرا للجدل. ووزير الدفاع الأمريكي يقر لأول مرة بعجز بلاده وحدها في محاربة الإرهاب.

https://p.dw.com/p/6F1Z
جنود ألمان في طريقهم الى أفغانستانصورة من: AP

أعلن وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك أمام مؤتمر الأمن المنعقد في ميونخ ان المانيا على استعداد لارسال جنود الى الشرق الاوسط في اطار مشاركة دولية لترسيخ السلام بين الاطراف المتنازعة. وقال شتروك انه في حال التوصل الى اتفاق سلام وطلب الإسرائيليون والفلسطينيون إرسال قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي، فانه سيكون من الطبيعي أن يرسل الحلف هذه القوات. واضاف انه في مثل هذه الحالة فان ألمانيا "ستنهض بمسؤولياتها في اطار الحلف"، منوها بشكل خاص إلى مسؤولية ألمانيا التاريخية حيال إسرائيل. ولم يوضح الوزير الذي يعد من أشد المنتقدين للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط فيما اذا كان يعني بذلك نشر قوات في مناطق السلطة الفلسطينية فقط أوعلى الاراضي الاسرائيلية أيضا. ومن المعروف أن هذا الموضوع يثير جدلا واسع النطاق في المجتمع الالماني. فهناك قسم يرى أن وجود جنود ألمان يلبسون الزي العسكري ويتكلمون اللغة الالمانية ربما سيعيد الى الذاكرة الكثير من المآسي التي واجهها اليهود ابان الحكم النازي، سيما وأن عددا من الناجين من المحارق النازية ما زال يعيش في اسرائيل حتى الآن. أما الجزء الآخر فيتبنى وجهة النظر القائلة بأن هناك فرصة طيبه لأن يشعر اليهود بالذات أن الجنود الالمان يساهمون في حفظ السلام وترسيخ قواعد الامن في المنطقة وخاصة أمن الاسرائيليين، الامر الذي يمكن اعتبارة مسؤولية تقع على عاتق الالمان أكثر من أي دولة أخرى. ويشير هؤلاء الى العلاقات الجيدة التي تربط الحكومة الالمانية بالسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على السواء.

Verteidigungsminister Peter Struck auf U 16
شتروك على ظهر فرقاطة ألمانيةصورة من: AP

الحلف الاطلسي يجب ان يكون على استعداد للعب دور في الشرق الاوسط

من جهته اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر في كلمته أمس أمام مؤتمر ميونخ للأمن ان الحلف يجب ان يكون على استعداد للعب دور في الشرق الاوسط بما في ذلك دعم اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال دي هوب شيفر في خطابه: "لم نصل بعد الى مرحلة يطرح فيها دور فاعل للحلف الاطلسي. ينبغي اولا ان يكون هناك اتفاق سلام، وان تقدم الاطراف طلبا بهذا المعنى". لكنه قال "ينبغي ان لا نتجنب البدء بالتفكير بدور محتمل للحلف الاطلسي دعما لاتفاق سلام في الشرق الاوسط."

Deutsche Soldaten der Nato Schutztruppe in der bosnisch serbischen Stadt Celebici SFOR
جندي ألماني في قوات حلف الناتوصورة من: AP

وعرض الامين العام للحلف الجهود التي تبذلها هذه المنظمة لايجاد روابط تعاون وثيقة في المحيط المتوسطي ومع الدول العربية ولا سيما في منطقة الخليج. من جهة أخرى اعتبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا انه من الممكن نشر قوة دولية لمراقبة تطبيق اتفاق سلام في حال تم التوصل اليه بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال سولانا انه "بعد التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ستطرح مسألة وجود قوات دولية. ويمكن ان تتولى قوات تابعة للامم المتحدة او الحلف الاطلسي او الاتحاد الاوروبي فرض احترام هذا السلام"، بدون ان يستبعد اطلاقا "مشاركة الجيش الالماني" في هذه القوة." وقال المسؤول الاوروبي: "ان المانيا اكتسبت منذ سنوات الكثير من الثقة من جانب الاسرائيليين وكذلك الفلسطينيين"، مشددا في الوقت ذاته على وجوب ان يوافق الاطراف الثلاثة على هذا الانتشار.

اسرائيل ترفض على لسان سفيرها في ألمانيا

لم ينتظر السفير الاسرائيلي في ألمانيا شيمعون شتاين طويلا لكي يعلن عن رفض بلاده لفكرة ارسال قوات أجنبية والمانية الى المنطقة. فقد قال شتاين في هذا الشأن: "الوقت ما زال مبكرا للبحث في نشر قوة دولية للحلف الاطلسي بمشاركة ألمانية في الشرق الاوسط. يجب في بادئ الامر ان يتم التفاوض على السلام بين اسرائيل والفلسطينيين." وفي الوقت الذي يرفض في الاسرائليون من حيث المبدأ فكرة وجود قوات أجنبية في المنطقه، يرحب الفلسطينيون بذلك، بل أنهم طالبوا دوما بمثل هذا الامر.

رامسفلد: لا يمكن لامة وحدها ان تهزم الارهاب

Sicherheitskonferenz in München: Polizeibeamte sichern den Marienplatz während einer Kundgebung
احتياطات أمنية مشددة أثناء مؤتمر ميونخ حول الامنصورة من: AP

اعتبر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد انه "لا يمكن لامة وحدها ان تقاتل الارهاب ولا ان تقف بوجه "التهديدات العشوائية في عصرنا الحالي." وفي مداخلته التي طغى عليها العزم على تحسين الاجواء بين الاوروبيين والاميركيين اقر الوزير الاميركي بوجود اختلافات بين الحلفاء، لاسيما بشأن العراق. واضاف ان "مشاكل من هذا النوع بين حلفاء منذ فترة طويلة ليست جديدة"، معددا خلافات سابقة في الشراكة الاطلسية منها انسحاب فرنسا من قيادة حلف شمال الاطلسي العسكرية العام 1966، ومسألة نشر صواريخ بيرشينغ 2 على الاراضي الالمانية الغربية في مطلع الثمانينات. ومضى الوزير يقول: "لكن وحدتنا لا تحتاج الى ان تتحول الى تماثل في التكتيكات ووجهات النظر"، طالما ان الحلفاء يدافعون عن القيم نفسها. واستشهد رامسفلد بـ ونستون تشرشل قائلا: "اذا عملنا معا، فما من شيء مستحيل". وحذر وزير الدفاع الاميركي من ان "وقف انتشار الاسلحة الخطرة بحاجة الى تعاون الكثير من الدول".

ويعتبر المراقبون أن هذه اللهجة جديدة في السياسة الخارجية الامريكية وخصوصا عند رامسفيلد بالذات. فهو أول من قسم أوروبا الى قسمين "القديمة" و "الجديدة"، كما أنه كان من اكثر السياسيين الامريكيين تشددا بشأن تقديم تنازلات والقبول بتسويات في الشأن العراقي كانت المانيا وفرنسا وروسيا قد طالبت بها مرارا قبل وبعد الحرب على العراق. ولا يخلو الموقف الجديد من اعتراف امريكي صريح بفشل سياسة التفرد والتخلي عن دول ذات وزن دولي كبير على الساحة الدولية مثل فرنسا وألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد