برلين ترحب باستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
٣٠ يوليو ٢٠١٣رحب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله باستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال الوزير الألماني اليوم الثلاثاء (30 تموز/ يوليو 2013) في برلين إنه "خبر سار جدا أن تعاود المفاوضات السير مرة أخرى". وطالب فيسترفيله الجانبين ببذل كل ما يلزم من جهود لتسير المفاوضات التي استهلت أمس الاثنين حثيثا وبشكل بناء. وأكد فيسترفيله موقف بلاده المتمثل في المطالبة بأن تصل المفاوضات في نهاية المطاف إلى تسوية قائمة على حل الدولتين. كما طالب فيسترفيله الجانبين بالاتفاق على الحدود المشتركة والوضع بالنسبة لمدينة القدس "التي يدّعي كل طرف أنها عاصمته". وفي ختام تصريحاته، أشاد فيسترفيله بجهود الوساطة التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.
وكانت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس وفد بلادها إلى المفاوضات مع الفلسطينيين أكدت أن هذه المفاوضات قد استؤنفت في "أجواء ايجابية"، بعد توقف استمر ثلاث سنوات، وجاء ذلك في تصريح إذاعي لليفني بعد مأدبة أقامها في واشنطن ليل الإثنين-الثلاثاء وزير الخارجية الأميركي كيري وشارك فيها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الاجتماع الأول جاء "بناءً وإيجابياً" وأن المفاوضات يمكن أن تستغرق "تسعة أشهر على الأقل"، لكنها امتنعت عن تحديد "مهلة نهائية". وطالب كيري في وقت سابق الإسرائيليين والفلسطينيين تقديم "تنازلات معقولة" من أجل السلام.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رئيسة الطاقم الإسرائيلي تسيبي ليفني القول إنها "اتفقت مع رئيس الطاقم الفلسطيني صائب عريقات على عدم الإفصاح عن التفاهمات التي تم التوصل إليها". وقالت ليفني إن "رفع الأيدي استسلاما لا يعد خيارا بالنسبة لإسرائيل، وأن مكانة إسرائيل على الساحة الدولية ووضعها الاقتصادي والأمني مرتبطان بفرص حل النزاع".
وأشارت ليفني أيضا إلى أن المفاوضات لم تُستَأنف "لتلبية مطلب الولايات المتحدة وإنما لأن استئنافها مفيد للطرفين". لكنها أقرَّت مرة أخرى بوجود خلافات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية، في إلماح إلى وزراء الجناح المتشدد من الليكود، حزب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزراء حزب البيت اليهودي القومي المتشدد الذين يرفضون إقامة دولة فلسطينية. ولمحت ليفني بعد ذلك إلى حزب يش عتيد (يمين الوسط) الذي يتزعمه يئير لابيد وزير المال الذي لا يعتبر حتى الآن أن عملية السلام أولوية.
وتحدَّث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الإثنين، خلال زيارته إلى القاهرة، عن رؤيته للوضع النهائي للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وذلك قبل استئناف محادثات السلام بين الجانبين في واشنطن للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وقال عباس إنه لا يمكن أن يبقى مستوطنون إسرائيليون أو قوات حدودية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وأن الفلسطينيين يعتبرون كل البناء الاستيطاني داخل الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام1967 غير قانوني. وقال ان الجانب الفلسطيني يوافق على وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال في سيناء ولبنان وسوريا.
وكانت إسرائيل قالت في السابق إنها تريد الإبقاء على وجود عسكري في الضفة الغربية المحتلة على الحدود مع الأردن لمنع تدفق أي أسلحة يمكن أن تستخدم ضدها. لكن عباس قال انه متمسك بالتفاهمات التي توصل إليها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت وتتمثل في إمكان نشر قوات من حلف شمال الأطلسي هناك كضمان أمني للجانبين. وتسعى الولايات المتحدة للوساطة في اتفاق على أساس حل الدولتين الذي يتيح لإسرائيل أن تعيش في سلام مع دولة فلسطينية جديدة تقام في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد مسؤول أمريكي كبير قائمة المشاركين في مأدبة العشاء التي أقامها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمقر الوزارة لاستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فقد أرسلت إسرائيل وزيرة العدل تسيبي ليفني والمفاوض إسحاق مولخو لتمثيلها في المفاوضات ، بينما يمثل الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومحمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وانضم لوزير الخارجية الأمريكي كل من مارتن إنديك المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ، ونائبه فرانك ليفنشتاين، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج فيليب جوردون، إلى جانب نائب المستشار القانوني لوزارة الخارجية جوناثان شوارتز.
ع.م/ (د ب أ ، رويترز ، أ ف ب)