برلين: إعلان حالة الطوارئ لن يحل النزاع في البحرين
١٦ مارس ٢٠١١قالت الخارجية الألمانية اليوم (الأربعاء 16 آذار/ مارس 2011) في برلين إنها تتابع التطورات في البحرين بقلق كبير، مضيفة أن إعلان حالة الطوارئ لن يساهم في حل النزاع في البلاد. وكانت السفارة الألمانية في المنامة طالبت من نحو 250 ألمانيا يقيمون في البحرين بعدم مغادرة منازلهم والاستعداد للعودة إلى بلادهم.
ويذكر أن الجيش البحريني فرض اليوم حظرا للتجول من الساعة الرابعة عصرا إلى الرابعة فجرا في منطقة كبيرة من العاصمة المنامة كما حظرت كل أشكال التجمهر والتظاهر في جميع أنحاء البلاد. وجاء هذا الإجراء بعد مواجهات عنيفة في العاصمة المنامة بين المحتجين وقوات الأمن.
فقد سيطرت قوات مكافحة الشغب صباح اليوم بالقوة على دوار اللؤلؤة بوسط المنامة ما أسفر عن مقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل، بحسب نائب عن جمعية الوفاق المعارضة ومراسل وكالة فرانس برس، فيما ذكر معارض آخر أن خمسة محتجين على الأقل قتلوا وأصيب مئات خلال الحملة. وشارك في العملية المئات من رجال الأمن غداة إعلان حال الطوارئ في البلاد التي توقفت فيها الحياة بشكل شبه كامل، فيما دعا زعيم المعارضة الشيعية في البلاد إلى عدم مواجهة قوات الأمن.
وشوهدت النيران تتصاعد من عدة خيام كان المعتصمون نصبوها في الدوار، فيما ارتفعت أعمدة من الدخان الأسود الكثيف من المكان. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب عشرات القنابل المسيلة للدموع كما استخدمت البنادق لتفريق المتظاهرين ذات الغالبية الشيعية المعتصمين في الدوار منذ التاسع عشر من شباط/فبراير للمطالبة بإسقاط الحكومة والإصلاح.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين أن قوات الشرطة "وصلت صباح اليوم إلى دوار مجلس التعاون (اللؤلؤة) مشيرة إلى أن جميع المتظاهرين بدأوا في الانسحاب" مؤكدة أن المتظاهرين قاموا "بإحراق عدد من الخيام بعد انسحابهم لإعاقة حركة رجال الشرطة".
وقال خليل مرزوق النائب (مستقيل) عن كتلة جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البلاد "هناك ثلاثة شهداء وكثير من الجرحى" في الهجوم على دوار اللؤلؤة. وأضاف أن "الوضع مأسوي" في البحرين و"الجيش والأمن يعملان على قتل الناس" كما أشار إلى أن "القرى (الشيعية) حول المنامة محاصرة".
من جانبه قال رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، عبد الجليل خليل، إن خمسة محتجين على الأقل قتلوا وأصيب مئات خلال الحملة التي شنتها قوات الأمن اليوم. وقال خليل وهو إن هذه "حرب إبادة" وأن ما حدث لا يحدث حتى في الحروب وأنه غير مقبول تماما. وقال خليل لرويترز هاتفيا إنه إلى جانب إخلاء دوار (ساحة) اللؤلؤة من المحتجين انتشرت قوات الجيش في شتى أنحاء البحرين وقطعت الطرق واعتقلت أو فتحت النار على من يحاول المرور. وذكر أن عددا من المنازل الخاصة والسرادقات استقبلت الضحايا بينما طوقت قوات الجيش المستشفيات. ودعا الأطباء إلى التوجه إلى أقرب مركز صحي للمساعدة في علاج المصابين.
وأكدت جمعية "الوفاق الوطني" في بيان: "اقتحمت قوات الجيش البحريني المدعومة من الجيش السعودي مستشفى السلمانية الطبي، وقوات الجيش تتمركز في أجنحة المستشفى وتتجول فيه وآليات الجيش في المواقف المخصصة للمرضى والطوارئ، وهناك مئات الجرحى في المستشفى". ولم تؤكد أو تنفي السلطات البحرينية وقوع قتلى أو سقوط جرحى حتى الآن، لكن وزارة الداخلية البحرينية أعلنت أن شرطيا ثانيا دهس أمس الثلاثاء من قبل متظاهرين في جزيرة سترة جنوب المنامة، توفي متأثرا بجروحه. في الوقت نفسه، نفى مصدر بحريني مزاعم استخدام طائرات في عملية الإجلاء.
وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر أمس الثلاثاء أمرا ملكيا بإعلان حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) في المملكة، وكلف القائد العام لقوة دفاع البحرين باتخاذ التدابير اللازمة. من المقرر أن تستمر حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
( ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/ دب أ)
مراجعة: حسن زنيند