برشلونة تحبس أنفاسها خوفا على ميسي

لا حديث في أوساط عشاق برشلونة سواء داخل إسبانيا أو خارجها سوى عن اللاعب الأسطورة ليونيل ميسي. فالنجم الذي كان "مالئ الدنيا وشاغل الناس" لمهاراته وأهدافه الجميلة، بات يتصدر عناوين الصحف ومقالات الرأي بسبب تعرضه للإصابة وغيابه عن مباراتي منتخبه الأرجنتيني الأخيرتين. ليس هذا فحسب، بل كثرت الإشاعات حول وجود خلافات بينه وبين مدربه في فريق برشلونة لويس أنريكي.

الإشاعات تمضي إلى أبعد من ذلك، إلى إمكانية تركه لفريقه الأم برشلونة والانتقال إلى فريق آخر في الميركاتو الصيفي المقبل.لكن ما مدى صحة هذه الأخبار؟ وقبل ذلك هل يضطر ميسي للابتعاد أكثر عن الملاعب بسبب الإصابة التي تعرض لها في مباراة الكلاسيكو الأخيرة أمام الغريم ريال مدريد أم انه سيكون حاضرا الأحد القادم في ملعب بالايدوس أمام سيلتا فيغو؟

برشلونة يعول كثيرا على استعادة خدمات ميسي

تضاربت الأنباء حول مدى جاهزية ليونيل ميسي للمشاركة في مباراة فريقه المقبلة أمام سيلتا فيغو ضمن المرحلة 29 من الدوري الإسباني لكرة القدم. فقد نشرت القناة الرابعة الإسبانية (كواترو) صورة حصرية لإصابة ميسي بتورم شديد في القدم اليمنى، وأكدت بأن مشاركة "البرغوث الأرجنتيني" أمام سيلتا فيغو مازالت غير مؤكدة. وفي وقت سابق صرح جيراردو مارتينو، المدرب السابق لبرشلونة والحالي للمنتخب الأرجنتيني، بأن ميسي يشعر بألم شديد في قدمه وأنه لن يلعب هذا الأسبوع.

بيد أن زميل ميسي في برشلونة جيرارد بيكيه، عبر عن ثقته في قدرة هداف الفريق على تجاوز الإصابة والمشاركة في المباراة المقبلة، وقال بيكيه: "أشعر بالتفاؤل، لقد تحدثت معه وأعتقد أنه سيكون جاهزا للمشاركة أمام سيلتا فيغو. هو يدرك مدى أهميته بالنسبة للفريق". وما يؤكد فرضية مشاركة ميسي في مباراة فريقه المقبلة انضمامه اليوم إلى تدريبات جماعية مع زملائه بعد خضوعه لفحوصات طبية جديدة سبقت التدريبات.

ويعول الفريق الكتالوني كثيرا على خدمات النجم الأرجنتيني لتأمين البقاء في قمة ترتيب فرق الليغا لأطول فترة ممكنة بعيدا عن أعين ملاحقه المباشر ريال مدريد. وإذا تمكن ميسي من التغلب على الإصابة بشكل كامل في الأيام القادمة وضمن حضوره في مباراة سيلتا فيغو الأحد المقبل، فإن ذلك بالتأكيد لن يسعد فقط زملاءه في الفريق وإنما جمهور برشلونة العاشق للنجم الأرجنتيني أيضا.

استمرار الشائعات حول مغادرة ميسي لبرشلونة

وليست إصابة ميسي ما يشغل بال جمهور برشلونة فحسب، بل انتشار أنباء حول وجود خلاف بينه وبين مدرب الفريق لويس إنريكي أيضا. وكانت تقارير إعلامية كاتالونية قالت في وقت سابق إن ميسي، الفائز بالكرة الذهبية 4 مرات، "يريد رأس إنريكي" الذي لم يزج به أساسيا في بعض المباريات. وأعلنت القناة الثالثة الكاتالونية أن رئيس برشلونة "جوزيب ماريا بارتوميو"يدعم ميسي في خلافه مع مدربه، وهو ما جعله يبحث عن "خليفة للويس إنريكي منذ الآن ".

بيد أن صحيفة "موندو ديبورتيفو" نفت بشكل قاطع كل التقارير التي أشارت إلى وجود خلاف بين نجم برشلونة ومدربه، حيث أكدت أن كل ما نُشر في الآونة الأخيرة لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات مغرضة. ونقل نفس المصدر عن لسان رئيس برشلونة قوله إن "كل ما يُشاع في الوقت الحالي غير صحيح تماما، فميسي لم يطلب مني أبدا أن أقيل لويس إنريكي". وأضاف أن "البرغوث الأرجنتيني" لم يطلب أبدا التعاقد مع فرانك ريكارد، وفق ما روجت له بعض وسائل الإعلام.

وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة موندو ديبورتيفو أن العلاقة بين "اللوتشو"، وهو لقب لويس إنريكي وميسي لم تتغير أبدا في الآونة الأخيرة، وأنها "مازالت كما كانت منذ بداية الموسم".

من يقدر على شراء عقد ميسي؟

الحديث عن خلاف ميسي مع لويس إنريكي ارتبط أيضا بأنباء حول احتمال ترك المهاجم الأرجنتيني لبرشلونة الصيف القادم والتحاقه بناد جديد. وهو ما لم ينفه هذه المرة، المدير الرياضي لنادي برشلونة أرييدو برايدا الذي صرح بأن النجم ليونيل ميسي قد يغادر الفريق في ظل وجود أندية تستطيع أن تقدم له عرضا مغريا.

برايدا الذي تولى منصب المدير الرياضي خلفا لأندوني زوبيزاريتا، يرى أن نادي برشلونة قد يفقد نجمه الأرجنتيني لصالح إحدى الفرق صاحبة رأس المال الضخم في أوروبا. وقال لقناة "إسبورت 3″ الكاتالونية : "أعتقد أن رحيل ميسي عن برشلونة هو أمر أقرب للمستحيل، ولكنه قد يحدث في ظل وجود أندية لديها مال وفير مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي". وأضاف برايدا "الأمور غير المتوقعة تحدث بين الحين والأخر.. ميسي ليس لاعبا عاديا، هو ظاهرة".

من جهتها ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن نادي مانشستر سيتي لا يزال يحلم بالتعاقد مع أسطورة كرة القدم الأرجنتينية. وأوضحت الصحيفة أن إدارة السيتي تأمل في إمكانية ضم اللاعب ذي الـ 27 عاما في الصيف المقبل.

ميسي لا يزال مرتبطا بعقد مع برشلونة لمدة 3 سنوات. ويحصل نجم الفريق على 20 مليون يورو سنوياً و250 مليون يورو كشرط جزائي في حالة رغبة أي نادي التعاقد معه. فأي نادي يرغب في التعاقد معه سيكون عليه دفع 400 مليون يورو ما بين شراء عقده والرواتب، وهو أمر يصعب على أي ناد في الوقت الحالي دفعه بحكم قانون اللعب المالي النظيف الذي يمنع النوادي من الإنفاق أكثر من دخلها.

لذلك يبقى الهم الأكبر حاليا لعشاق ميسي هو تعافيه من الإصابة وحضوره مباراة سيلتا فيغو أما القلق من مغادرة برشلونة والانتقال إلى فريق آخر فليس له ما يبرره على الأقل في الوقت الحاضر.