برامج بنكية لتوعية الفلسطينيات بقدراتهن في "البزنس"
١٦ أغسطس ٢٠١٥تفيد احصائيات رسمية فلسطينية ان نسبة النساء في القوة العاملة المشتغلة لا تزيد على 17 بالمائة، أي ثلث عدد النساء الفلسطينيات. وتسعى مؤسسات تعنى بالمرأة الفلسطينية إلى تدارك هذا الخلل، ومن بينها الجمعيات النسائية. لكن من البرامج التي يعول عليها في تغيير هذا الوضع، بحسب المحلل الاقتصادي سمير العلي، هو برنامج بنك فلسطين الموجه للمرأة والذي شهد تطورا منذ انطلاقه عام 2007. البرنامج بني بعد دراسة شاملة عن المؤسسات النسوية وما تقوم به من حملات توعية. البنك نفسه بدأ بفتح باب المساواة بداخله على كل المستويات. ثم اطلق حملة توعية تحت شعار: " اعرفي بنكك للتوعية المصرفية" بدعم من مؤسسة التمويل الدولية ( اي سي اف) التي وفرت التدريب، والمدربين من الخارج ممن نقلوا خبرتهم الى موظفي البنك، فقام هؤلاء بتدريب خمسمائة سيدة اصبحن على وعي تام بالعملية المصرفية وحقوق الزبائن، وانواع القروض والفوائد وكل ما يتعلق بعمل البنوك.
وتقول راية سبيتاني، رئيسة دائرة تطوير البرامج والمنتجات في بنك فلسطين، ان نسبة النساء بين زبائن البنوك في فلسطين لا تتعدى العشرين بالمائة، وتوجد معظم حساباتهم في بند التوفير، الذي لا يفتح آفاقا كثيرة للتطوير او لفرص القروض والاستثمارات. "التدريب الذي وفرناه للنساء الخمسمائة، دفعهن لاعادة النظر في التعامل مع البنوك، كبداية لاطلاق طاقاتهم الاستثمارية، ولتنفيذ افكار حالت الاوضاع المادية والاجتماعية دون تحويلها الى مشاريع عملية مدرة للدخل"
خمس فائزات من بين 150 مشاركة
وتضيف راية في لقاء مع DW أنه " بعد هذه التدريبات ، تعاونا مع منتدى سيدات الاعمال في تشجيع النساء الرياديات في انشاء مشاريع استثمارية. وقبل تدخل البنك، ساهمت مؤسسة هولندية في رعاية عملية اختيار المرأة الريادية، بعد ذلك اصبح البنك هو الذي يمول العملية . وقد تم تعميم المشاركة على الضفة الغربية وقطاع غزة." المبادرات تنطلق من افكار لمشاريع قابلة للتطبيق من طرف المشاركات. وقد شاركت مائة وخمسون امرأة في تقديم افكار في شهر نوفمبر – تشرين ثاني العام الماضي وفي شهر مارس – اذار الفائت، حيث تم فرز الطلبات وتم اختيار ثمانين منها. وخضعت صاحبات هذه الافكار لتدريبات مكثفة لتطوير خطة العمل، ثم اختير منها ثلاثة وعشرون مشروعا .واخيرا رسى الفوز على خمس نساء. حصلت صاحبات هذه المشاريع على فرص للتشبيك مع مشاريع مشابهة في الدول العربية والعالم في حين تبنى البنك مشروعا لمهندستين حديثتي التخرج لانتاج مصعد لذوي الاحتياجات الخاصة.
تركيب مصعد في البنك
الخريجتان روان تمراز وناديا الريس، طورتا فكرتهما كمشروع تخرج ، كما تحكيروان ل DW: " شاركنا في المسابقة، وحظيت فكرتنا بالاستحسان والترحيب ووعدنا البنك بتمويل كامل لمشروعنا. وسيتم تركيب اول مصعد من انتاجنا في البنك نفسه. تلقينا تدريبات مجانية حول تطوير خطة العمل ونأمل في نجاح المشروع عند اطلاقه بالكامل."
تؤكد راية سبيتاني، ان البنك فتح امام المرأة الفلسطينية بوابة الاستثمار والحصول على قروض ضمن برامجه المختلفة، الا أنه أطلق حديثا برنامجا جديدا لدعم مشاريع قائمة منذ أكثر من عامين، وهو برنامج ماجستير مصغر في ادارة الاعمال (mini mba) وسيتم اختيار عشرين سيدة من الضفة ومثلهن من غزة، ليتم تدريبهن لعدة اشهر في ورشات تتناول تطوير خطط العمل وتطوير القدرات وخدمة الزبائن وكل ما يتعلق بالعمل الاستثماري وادارة المشاريع. وسيتم استضافة نساء مغتربات، ذات تجارب استثمارية لتبادل الخبرات. كما سيتم عرض تجارب وقصص نجاحهن في الداخل والخارج.
منال رزق – قصة نجاح
يمكن الإستخلاص أن مشاريع البنك تتيح للمرأة تطوير قدراتها الاقتصادية والمالية والاستثمارية وتشجعها على الحصول على قروض متفاوتة الحجم، بتسهيلات ائتمانية معقولة. الفرصة متاحة لن لديها فكرة مشروع، ولمن لديها مشروع قائم وتسعى الى تطويره. وقد استفادت من هذه الفرصة عشرات النساء ومن بينهن منال رزق من نابلس التي تزوجت قبل اكمال تعليمها، وكانت ترغب في اكمال تعليمها إلى جانب رعاية أطفالها الثلاثة، وبعزمها نجحت في فتح مدرسة لتعليم السواقة، حيث حصلت على قرض من بنك فلسطين لاكمال تجهيز مدرستها وتأهيلها"