"بدانة الإيطاليين" - ناتج غير محسوب لعزلة كورونا
١١ مايو ٢٠٢٠فيما تعاني بلدان العالم من آثار تلوث البيئة والتغير المناخي بشدة، ومن نقص المساكن ومن العجز في الأنظمة الاقتصادية والبيئية، فإن إيطاليا تعاني من ظاهرة أخرى فرضتها جائحة كورونا، إنها ظاهرة تقضي على الرشاقة التي يحلم بها الناس في العصر الحديث. فخصور الإيطاليين الذين فرضت كورونا عليهم العزلة، بلغت مستويات غير مسبوقة، حتى أن بعض التقديرات تشير إلى أن الجميع تقريباً زادت أوزانهم بمعدل كيلوغرامين بسبب الأزمة وقلة الحركة وانعدام الرياضة والإفراط في تناول الوجبات السريعة.
هذه الظاهرة لا تقتصر على إيطاليا وحدها، بل تكاد تكون عالمية، فمواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي تكشف عن ضيق كثير من الناس ولاسيما النساء من عدم قدرتهن على ضبط إيقاع تناول الطعام والشراب ما يقود إلى بدانة غير مستحبة.
ورغم أن قطاعات كبرى في اقتصاديات الدول قد أصابها الركود والانكماش بسبب ظروف جائحة كورونا، فإنّ مبيعات المخابز والأفران والسوبر ماركت قد تنامت بمستويات تصل إلى 18 بالمائة في إيطاليا، منذ بداية شهر آذار/ مارس وحتى نهاية شهر نيسان/ ابريل 2020.
الإيطاليون يشترون المواد الغذائية والمشروبات بإفراط بسبب إغلاق المطاعم ومحلات الأكل السريع والحانات ومحلات بيع المرطبات والآيس كريم. ثم تنامت هذه الظاهرة منذ مطلع الأسبوع الحالي مع إطلاق خدمات البيع في محلات الأكل السريع و"تيك أوي".
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن إنفاق الإيطاليين على شراء الدقيق والمعجنات ارتفع بمستوى 150 بالمائة مقارنة بما كان عليه نفس الوقت من العام الماضي، فيما ارتفعت نسبة الإنفاق على شراء الزبدة والسمن بنسبة فاقت 37 بالمائة مما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي.
أما مبيعات البيتزا، وهي الماركة الإيطالية المسجلة، سواء منها الجاهزة أو نصف الجاهزة، فارتفعت بمستوى 38 بالمائة عما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي. والملفت للنظر أنّ استهلاك الإيطاليين من المياه المعدنية ارتفع هو الآخر ليسجل نسبة 2.6 بالمائة عما كان عليه في العام الماضي.
هذه المعطيات كشف عنها تقرير نشر في صحيفة "فرانكفورته ألغماينه" في عددها الصادر يوم الأحد (العاشر من أيار/ مايو 2020) مبيّنا أن الإيطاليين لا تساورهم أوهام حول ظاهرة البدانة التي بدأت تظهر عليهم مع انطلاق ما يعرف بـ "المرحلة الثانية" في التعامل مع جائحة كورونا والتي اتسمت بتسامح أكبر وانفتاح أوسع في طريق العودة إلى الحياة الطبيعية. وطبقا للتقرير فإن 47 بالمائة من الإيطاليين بدأوا يجنحون إلى البدانة في هذه المرحلة.
ولعل حلول موسم الفواكه والخضروات ونزول أنواعها الربيعية في الأسواق الإيطالية سيكون عزاء لعشاق البيتزا والباستا فيغريهم بالتحول إلى المأكولات الخالية من السكر والدهن ما قد يوازن تهديد البدانة الذي فرضته ظروف كورونا. وهنا لابد من التذكير أن أسعار الفواكه والخضر أقل بكثير من أسعار اللحوم والمعجنات، وهذا ما قد يعزز توجه البعض باتجاه منتجات الحقول.
م.م/ م. س