بالصور: وجع ودمار.. زلزال القرن المدمر في المغرب
يسابق رجال الإنقاذ المغاربة بدعم من فرق أجنبية الزمن للعثور على ناجين وتقديم المساعدة للمشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلف آلاف القتلى والجرحى.
عملية انتشال الجثث مستمرة في إقليم الحوز جنوب المغرب بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وأودى بحياة أزيد من 2400 شخص وخلف أكثر من 2470 جريح حتى ظهر الاثنين (11 أيلول/سبتمبر 2023). هنا في قرية تافغاغت الجبلية جنوب غرب مدينة مراكش ينتشل أفراد الجيش المغربي جثة لأحد ضحايا الزلزال.
حزن وألم على فراق الأحباب الذين قضوا في الزلزال. هنا في قرية إيمي نتالا بالقرب من أمزميز في وسط المغرب تبكي هؤلاء النسوة فقدان أفراد عائلتهن بعد انتشالهم من تحت الأنقاض. من بين الضحايا سيدة فقدت زوجها وأولادها الأربعة، لتصبح بين عشية وضحايا وحيدة بدون زوج وأولاد.
تخوض فرق الإنقاذ سباقاً مع الزمن للعثور على ناجين بين الأنقاض بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال الذي خلف أكبر عدد من الضحايا في المغرب خلال أكثر من ستة عقود. والتحدي الأكبر هو صعوبة التضاريس في الكثير من المناطق التي وقع فيها الزلزال مما يعقد من عملية الوصول إلى الضحايا.
عناصر من فرق الإغاثة من إسبانيا يتفقدون أنقاض مبنى في بلدة مولاي إبراهيم، على بعد 55 كيلومتراً جنوب مراكش وبالقرب من مركز الزلزال الذي وقع الجمعة الماضية، والتي طالت عدة أقاليم في جنوب البلاد. قبل المغرب لحد الآن عروض مساعدة من أربعة دول فقط وهي إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر.
مئات الأشخاص في مراكش والنواحي قضوا لياليهم في العراء خوفاً من هزات أرضية ارتدادية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وتسبب في تشرد الكثيرين بعد فقدانهم لمنازلهم. تواصلت الهزات الارتدادية بجهة مراكش بعد الزلزال العنيف الذي بلغ 7 درجات على مقياس ريختر، وفق ما سجلته الشبكة المغربية لرصد الزلازل.
صرخة ألم وحزن من سيدة تعرض منزلها لضرر كبير بسبب الزلزال بالمدينة القديمة في مراكش. هذا الجزء من المدينة والمصنف ضمن التراث العالمي لليونيسكو لم يسلم من الزلزال وتعرضت أجزاء كبيرة منه للدمار.
ألحق الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب أضرارا بالغة بمسجد تينمل أحد أهم المواقع التاريخية في جبال الأطلس الكبير. ورداً على سؤال لرويترز عن الأضرار التي لحقت بالمسجد، قال مصدر بوزارة الثقافة المغربية إن الوزارة قررت ترميمه وستخصص ميزانية له دون الخوض في تفاصيل. وبُني المسجد الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر في أحد أودية جبال الأطلس، حيث أقامت دولة الموحدين عاصمتها الأولى.
العشرات من الأشخاص يتجمعون أمام مركز للمستعجلات في المدينة القديمة بمراكش في انتظار التعرف على مصير ذويهم. وسجل أكثر من نصف القتلى في قرى إقليم الحوز الجبلية. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضناً العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية ليست مقاومة للزلازل.
نساء يطبخن داخل خيمة نزحن إليها في بلدة أمزميز، بالقرب من مراكش خوفا من الهزات الارتدادية التي تلت الزلزال المدمر. وتقرّر تعليق الدراسة في 42 جماعة (دائرة) في الأقاليم التي ضربها الزلزال اعتباراً من الاثنين، وفق ما أعلنت وزارة التربية الوطنية الأحد.
يأخذ بعض المتطوعين قسطاً من الراحة لتناول بعض الطعام قبل مواصلة المساعدة في أعمال الإغاثة على أمل العثور على أحياء تحت الأنقاض. وهو أمل يتضاءل مع الوقت بسبب الصعوبة في الوصول إلى الأنقاض خاصة في المناطق الجبلية. إعداد: هشام الدريوش