ايسلندا تواصل مغامرتها الشيقة في اليورو وتتوعد فرنسا
٢٨ يونيو ٢٠١٦قبل مباراة أيسلندا وانجلترا ضمن ثمن نهائي اليورو 2016 اعتبر كثيرون أن المغامرة الأيسلندية وصلت إلى نهايتها لأن المنافس هذه المرة هو المنتخب الإنجليزي صاحب الأسماء الرنانة والدوري الأشهر في العالم الذي "يتابعه الأيسلنديون منذ صغرهم"، لكن كتيبة الفايكينغ (لقب المنتخب الإيسلندي) كذبت كل هذه التكهنات وفازت على مكتشفي كرة القدم بهدفين مقابل هدف واحد. و تسببت في استقالة مدرب انجلترا روي هوجسون. "لقد أذهلنا العالم"، إثر زلزال جديد ضرب بريطانيا بعد يومين على تصويت الخروج من الاتحاد الأوروبي. يقول مدافع أيسلندا كاري ارناسون.
نهائيات كأس أوروبا 2016 ستبقى محفورة في ذهن الشعب الأيسلندي. ففي أول مشاركة لمنتخب بلادهم في بطولة أمم أوروبا لم يكتف الفايكينغ بتخطي دور المجموعات، وإنما حجز مقعده بين الثمانية الكبار في أوروبا وعلى حساب منتخب عريق اسمه انجلترا. وكان لهذا الانجاز التاريخي وقع كبير على الجماهير داخل أيسلندا وخارجها، حيث احتفل الآلاف بشكل جنوني في شوارع العاصمة ريكيافيك.
وقال أحد المشجعين معبرا عن مشاعر الشعب الأيسلندي، الذي لا يتجاوز تعداده 300 ألف نسمة، ولا يتعدى عدد لاعبي الكرة المحترفين فيه عن مائة لاعب: "بكل بساطة لا يمكنني تصديق ما حدث". وكتب وزير الشؤون الخارجية الأيسلندية على تويتر "لا توجد كلمات، فقط دموع وفرح".في حين علقت النائبة استا هلغادوتير على تويتر أيضا "إنه البريكست الحقيقي"، في إشارة إلى تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل أيام.
وحضر الرئيس الأيسلندي الحالي اولافور راغنار غريمسون الذي يعرف عنه حبه الكبير لكرة القدم إلى ملعب اليانز ريفييرا في نيس لمتابعة المباراة من أرض الملعب.
خسارة انجلترا لم تكن مفاجأة
على الورق يمكن اعتبار فوز أيسلندا على انجلترا مفاجأة كبيرة، لكن بالنظر لطريقة لعب الفريقين في فرنسا، فإن نتيجة إنجلترا ليست مفاجأة على الإطلاق. ففوز أيسلندا على إنجلترا جاء ليؤكد التطور الكبير لمنتخب الفايكينغ في الآونة الأخيرة. ففي التصفيات المؤهلة لليورو 2016 نجح رفاق سيغوردسون في الفوز على هولندا داخل وخارج ملعبها إضافة للتغلب على جمهورية التشيك وتركيا.
وسجلت أيسلندا في البطولة الحالية ستة أهداف في أربع مباريات مثل ألمانيا وفرنسا وأقل فقط من بلجيكا وويلز. ونجح الدفاع الأيسلندي في الحد من خطورة كريستيانو رونالدو في مباراة البرتغال، وأحرز تعادلا مستحقا 1-1، كما أن الفايكينغ فاز بجدارة على النمسا المليئة بالنجوم. ويعود نجاح أيسلندا على المستوى الدولي بشكل كبير إلى دفاعها الصلب والروح الحماسية التي يلعب بها لاعبوها.
فرنسا التحدي المقبل لأيسلندا
وبعد تجاوزهم لانجلترا ستكون أيسلندا أمام تحد جديد في دور ربع نهائي اليورو عندما ستواجه الأحد المقبل مستضيف البطولة، المنتخب الفرنسي."لاعبو المنتخب الأيسلندي يكبرون أكثر مع توالي المباريات في البطولة. والآن لم تعد أية عقبة تعيق اللاعبين"، يقول مدرب أيسلندا هايمير هالغريمسون.
من جهته لم يتوقع مدرب فرنسا ديدييه ديشان أن يواجه أيسلندا في ربع النهائي على ملعب "استاد دو فرانس" لكن بعد صدمة ايرلندا التي انتظر فيها الفرنسيون، لمحتين ماهرتين من غريزمان في غضون ثلاث دقائق لقلب النتيجة بعد تخلفهم بهدف دون مقابل، فإن المنتخب الفرنسي بالتأكيد لن يستهين بنظيره الأيسلندي حتى لا يكون مصيره مثل انجلترا.
وعن مواجهة فرنسا يقول المدافع أيسلندا راغنار سيغوردسون صاحب هدف التعادل في مباراة انجلترا: "فرنسا؟ انتظر مواجهة فريق جيد، مشابه لانجلترا ربما. لم تقدم فرنسا بعد أفضل مستوياتها. يجب أن نهاجم أكثر"
فهل ينجح الفايكينغ في مواصلة مغامرتهم الشيقة ويطيحوا "بالديوك" مثلما أطاحوا بمنتخب "الأسود الثلاثة" وإذا حصل ذلك فسيكون حدثا كرويا سيسجل في تاريخ كرة القدم الأوروبية بمداد من ذهب وربما قد تجعل منه أيسلندا عيدا وطنيا جديدا.