انتقادات ألمانية لمهمة التحالف الدولي في ليبيا مع استمرار الغارات الجوية

أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله عن استمرار شكوكه في المهمة الدولية العسكرية في ليبيا ومخاوفه من خطورة تصعيد الموقف هناك. وجاء في مقال كتبه لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الخميس (24 مارس/ آذار): "بصرف النظر عن الضحايا المدنيين الذين يتعين توقع سقوطهم: ماذا سيحدث إذا لم ينه التدخل بالغارات الجوية الحرب الأهلية؟ هل ستدخل قوات برية (إلى ليبيا)؟". كما شكك فيسترفيلله فيما إذا كان "دعم العالم العربي واضح فعلا كما يتردد". وفي الوقت نفسه رفض الانتقادات الموجهة للحكومة الألمانية بسبب امتناع ألمانيا عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن فرض حظر جوي على ليبيا. وكتب الوزير: "ألمانيا ليست منعزلة سواء في مجلس الأمن أو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الاتحاد الأوروبي".

أما وزير التنمية الألماني ديرك نيبيل، فقد حذر من التوقعات المبالغ فيها بشأن الآمال المعلقة على معارضي القذافي، موضحا أنه لا يعلم "ما إذا كان معارضو القذافي يكافحون من أجل الحرية أو ما إذا كان الأمر يدور حول نزاعات قبلية تقليدية". واتهم نيبل، المنتمي لحزب وزير الخارجية (الديمقراطي الحر)، دول التحالف الدولي المشاركة في المهمة العسكرية لفرض الحظر الجوي على ليبيا بأنها لم تطرح خطة سياسية لمستقبل البلاد. وقال نيبل في تصريحات لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية الصادرة اليوم: "يتعين أن نعرف كيف يتم إنهاء مشاركة عسكرية قبل بدئها".

استمرار الغارات الجوية

ومن جانبه انتقد رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، فولكر كاودر، مهمة الأمم المتحدة في ليبيا، ورأى أنه لم يتم التفكير في نهاية المهمة. وقال كاودر في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم: "ليس هناك حديث عن القوات البرية، لكن من الممكن الاحتياج إليها". وأشار كاودر إلى أن مهمة الأمم المتحدة في ليبيا لا تشتمل على ذلك أو حتى على طرد القذافي.

ميدانياً تواصلت غارات التحالف الدولي على القوات الموالية للقذافي، إذ تعرض الجنوب الليبي فجر اليوم الخميس لقصف جوى نفذته قوات التحالف الدولي، وذلك لأول مرة منذ انطلاق عملية "فجر أوديسا" بتفويض من الأمم المتحد لفرض حصار جوى على ليبيا. وذكر مصدر عسكري أن مدينة سبها التي تبعد ألف كلم جنوب طرابلس، وهي معقل قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي، تعرضت لضربات جوية استهدفت العديد من المواقع العسكرية والمدنية فيها.

كما سمع دوي مضادات أرضية وانفجارات عديدة صباح اليوم في طرابلس، ونقلت فرانس برس عن شهود عيان قولهم أنه دوى انفجار كبير في قاعدة تابعة لسلاح البر الليبي في منطقة تاجوراء، أعقبه اندلاع النيران في القاعدة.

(ع.ج/ رويترز، د ب آ، آف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي