"المعلومات المتوافرة لا تسمح برسم صورة واضحة لمرض الإيدز في العالم العربي"
٢٤ نوفمبر ٢٠٠٩لعل الخبر السار الأهم في تقرير الأمم المتحدة حول مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" لعام 2009 الذي صدر اليوم (الثلاثاء 24 نوفمبر/ تشرين الثاني)، هو تراجع عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 17في المائة خلال السنوات الثماني الماضية، وهو تقدم يرجعه الخبراء إلى انتشار أساليب الوقاية والعلاج بشكل أفضل. وكشف التقرير أن إفريقيا جنوب الصحراء لا تزال من أكثر المناطق في العالم تعرضا للفيروس، في وقت يبقى فيه وضع المرض في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مستقرا نسبيا باستثناء السودان وجيبوتي. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي خمسة وعشرون مليون شخص قضوا منذ بسبب هذا الفيروس القاتل منذ ظهوره في العالم، كما أصيب به ستون مليون شخص لحد الآن.
استقرار الوضع في العالم العربي باستثناء السودان وجيبوتي
يجمع المراقبون على أن نسبة انتشار الإيدز في العالم العربي تظل محدودة بالمقارنة مع مناطق أخرى في العالم، إلا أن دقة المعلومات حول هذا الموضوع تبقى موضع تساؤل، كما تؤكد ذلك الدكتورة نهى حامد من برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز في السودان، إذ قالت في حديث لموقعنا "إن المعلومات المتوفرة قليلة وجزئية ولا تسمح برسم صورة شاملة ودقيقة للمرض في العالم العربي".
وتشير البيانات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية إلى إصابة ما لا يقل عن 380 ألف شخص في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، من بينهم 40 ألف إصابتهم حديثة. وبذلك يظل الوضع مستقرا نسبيا إلا أن الدكتورة حامد تضيف بهذا الصدد "إن الاستثناء الوحيد يظل جنوب السودان وجيبوتي حيث تتعدى نسبة الإصابة واحد في المائة". وأضافت أن أسباب هذا الاستثناء تعود لكون جنوب السودان منطقة عاشت حربا أهلية ضارية، كما أنها مجاورة لبلدان إفريقية نسبة الإصابة فيها عالية جدا ككينيا وإثيوبيا والكونغو.
الجنس غير المحمي والمخدرات
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى بؤر بعينها لانتقال المرض بشكل خاص في العالم العربي، كالمجموعات التي تتعاطى المخدرات وتتبادل الإبر والمحاقن. وبلغت نسبة الإصابة تحت هذا التصنيف حوالي 12 بالمائة في سلطنة عمان، 6.5 بالمائة في المغرب و 2.9 بالمائة في مصر.
وسلط التقرير الضوء أيضا على دور الجنس غير المحمي خصوصا بين مثليي الجنس من الذكور، إذ تتراوح نسبة الإصابة بين 9 بالمائة في السودان و6.3 بالمائة في مصر و4 بالمائة في المغرب وواحد بالمائة في لبنان. كما تلعب الدعارة دورا كبيرا في انتقال الفيروس إذ وصلت النسبة إلى 26 بالمائة في جيبوتي وتقدر في اليمن بين واحد وسبعة في المائة.
والأسوأ من ذلك هو اجتماع الجنس غير المحمي والمخدرات في نفس الوسط، فعلى سبيل المثال صرح أكثر من خمسين بالمائة من مدمني المخدرات في سوريا أنهم يمارسون الدعارة، كما صرح أربعون بالمائة منهم بعدم استعمال العازل الطبي أو أي نوع آخر من أنواع الوقاية أثناء ممارسة الجنس.
إلا أن فاعلية العلاجات المضادة للايدز تجعل المصابين يعيشون فترة أطول ليس فقط في المنطقة العربية ولكن على مستوى العالم حيث تراجعت الوفيات الناتجة عن الايدز بأكثر من 10في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
الكاتب: حسن زنيند
مراجعة: عبده المخلافي