المزارعون في فرنسا يحتجون مع أبقارهم ضد الحكومة
يستخدم الفلاحون الفرنسيون وسائل شتى للفت الأنظار لمطالبهم احتجاجا على خسائرهم الفادحة، وذلك بسد الطرق وسكب كميات كبيرة من الحليب في الشوارع أو بإلقاء كثير من الطماطم والبطاطا على الطرقات والمشي مع أبقارهم داخل المدن.
في ستة معابر حدودية بمنطقة الإلزاس بين فرنسا وألمانيا سد مزارعون ومربو ماشية فرنسيون الطريق ومنعوا -في ليلة الإثنين 27 يوليو/تموز 2015- ما بين 200 و 300 شاحنة محملة بالمواد الغذائية من مواصلة السير. الفلاحون الفرنسيون يتهمون منافسيهم بتشويه عملية المنافسة، ويقولون إن ألمانيا بشكل خاص أصبح لديها انخفاض في تكاليف العمالة وذلك لتوظيفها عمالا من أوروبا الشرقية.
الاحتجاجات قائمة منذ أسبوع تقريبا في جميع أنحاء فرنسا وكذلك على الحدود الفرنسية الإسبانية، للضغط على الحكومة الفرنسية. ولم ينل برنامج المساعدة الفرنسية الحكومي الذي بلغ 600 مليون يورو رضا المزارعين الفرنسيين الذين واصلوا احتجاجاتهم.
وحتى في السابق أطلق الفلاحون الفرنسيون حملات للفت الانتباه إلى مشكلاتهم. ففي عام 1996 سار مربو الماشية هؤلاء لمسافة 350 كيلومترا مع مواشيهم إلى برج إيفل في باريس، احتجاجا على خسائرهم الفادحة في الإيرادات نتيجة لانتشار مرض جنون البقر حينئذ. الرئيس الأسبق جاك شيراك استقبل وفدا من هؤلاء الفلاحين وأعرب عن تضامنه معهم.
بالتفاح والبطاطا سد المزارعون الفرنسيون عام 1999 إحدى الطرق المؤدية إلى أحد فروع سلسلة مطاعم الوجبات السريعة ماكدونالدز الأمريكية في جنوب فرنسا. الفلاحون احتجوا بذلك على رفع الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 100% على بعض الأطعمة الفاخرة المستوردة من أوروبا، وقد تضرر من ذلك في فرنسا خصوصا كل من جبنة الـ "روكفور" ومعجون كبد الإوز.
لأكثر من عقد من الزمن كان الفرنسي جوزيه بوفيه هو زعيم الجناح المتطرف في الحركة الفلاحية الفرنسية. وحكم عليه بالسجن لعدة أشهر بسبب أضرار ألحقها بمطعم ماكدونالدز في عام 1999. وبعد سنوات قليلة (كما في الصورة) تم تكبيل يديه من جديد، وهذه المرة بسبب تخريبه لأحد حقول الذرة المعدلة وراثيا.
اقتحم جوزيه بوفيه وفلاحون آخرون بعض الحقول ومزقوا نباتات الذرة المعدلة وراثيا فيها. مناصرو تعديل النباتات وراثيا يرون في ذلك تخريبا للحقول. وبعد أن قضى عقوبة بالسجن في عام 2007 بسبب فعله هذا رشح جوزيه بوفيه نفسه للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وحصل على 1.3% من الأصوات، أي نصف مليون صوت.
سكب مئات الفلاحين نحو مليون لتر من الحليب على الطرقات، في سبتمبر/ أيلول عام 2009 غرب فرنسا، احتجاجا على انخفاض أسعار الحليب.
إلى بروكسيل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي ذهب فلاحون فرنسيون مع أبقارهم إلى المؤسسات الأوروبية، مطالبين وزراء الزراعة الأوروبيين بمساعدات وإعانات. أسعار الحليب المنخفضة كانت سببا لمظاهرات واحتجاجات متكررة في السنوات الأخيرة.
اتهام المنافسين بتشويه المنافسة في مجال المواد الغذائية ليس جديدا على الفلاحين الفرنسيين، الذين كانوا قد أغلقوا عام 2011 أيضا الحدود بين فرنسا وإسبانيا بشكل أكثر تطرفا مما فعلوه في الأيام القليلة الماضية، فقد قاموا في ذلك الوقت بتخريب شحنات كاملة من الفاكهة والخضار الإسبانية.
على الحدود الألمانية-الفرنسية أنهى الفلاحون احتجاجاتهم مساء يوم الاثنين مؤقتا، ويقول المزارعون إنهم في ظل أسعار السوق الحالية لا يكسبون ما يغطي حتى تكاليف إنتاجهم للمواد الغذائية. وتقدر وزارة الزراعة الفرنسية عدد مربي الماشية المهددين بالإفلاس في فرنسا بحوالي 20 ألف شخص، ومن المتوقع أنهم لن يتخلوا عن مطالبهم بهذه السرعة.